وخرجت بنو مرة في أربعمائة يقودهم الحارث بن عوف المري (وأسلم بعد ذلك)(١).
وكان القوم الذي وافوا الخندق من قريش وأسد وسليم وغطفان عشرة آلاف، وعناج الأمر إلى أبي سفيان.
(ج) وأما ما كان من أمر رسول الله (ص) فإن خزاعة عندما تهيأت قريش للخروج أتى ركبهم رسول الله (ص) في أربع ليال حتى أخبروه، فندب الناس، وأخبرهم خبر عدوهم، وشاورهم في أمرهم، أيبرز من المدينة أم يكون فيها، ويحاربهم عليها وفي طرقها؟ فأشار سلمان رضي الله عنه بالخندق، وقال: يا رسول الله إنا كنا بأرض فارس إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا، فأعجبهم ذلك، وأحبوا الثبات في المدينة، وأمرهم رسول الله بالجد ووعدهم النصر، إذا هم صبروا واتقوا، وأمرهم بالطاعة، ولم تكن العرب تخندق عليها.
وركب فرسا له ومعه عدة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، فارتاد موضعا ينزله، فكان أعجب المنانل إليه أن يجعل سلعا الجبل خلف ظهره. ويخندق من المزاد إلى ذباب إلى رابخ فعمل يومئذ في الخندق، وندب الناس، وخبرهم بدنو عدوهم، وعسكرهم إلى سفح سلع، وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدوم العدو إليهم،
واستعاروا من بني قريظة آلة كثيرة من مساحي وكرازين ومكاتل للحفر،