وكراهية الخنوع والذل للمحافظة على الدنيا ونعيمها، وأن تكون روح جعفر الوثابة هي التي يزغرد بها الجيل الإسلامي كله:
يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها
علي إذ لاقيتها ضرابها
ويسقط القائد جعفر رضي الله عنه وفي جسده تسعون جرحا ما بين طعنة ورمية، وأن يفقد يديه ليعوضه الله تعالى عنهما جناحين يطير بهما في الجنة، ويكون أول من حاز على لقب - طيار - في التاريخ الإسلامي كله وتفرد به دون الناس أجمعين.
٤ - ومن عادة كل جيش أن ينتهي مع مقتل قائده، وهؤلاء القادة الثلاثة يسقطون شهداء في أرض المعركة، ومع ذلك فيثبت الجيش ويتمالك ويسلم قياده إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ليقود المعرك.
وفي هدنة الحديبية كان خالد قائد خيالة المشركين، ولما يمر على إسلامه خمسة أشهر فقد أسلم في صفر سنة ثمان للهجرة، وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان للهجرة، ويقبله المسلمون قائدا يدير المعركة، حيث رفض ثابت بن أقرم الأقدم سابقة ذلك، فحاجة المعركة الآن إلى قائد عسكري مجرب خبير بالحرب، وخالد هو المؤهل لذلك، ولم يكن من الأمراء وإنما أمر نفسه وأعطاه رسول الله (ص) لقبا ما عرف في التاريخ شبيها له. وما طمع أحد من المسليمن بمثله، ولئن مضى جعفر