للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا كبيرا، ولا أنثى ولا ذكرا إلا كلمته. فلم أنجح منهم شيئا، قالوا: ما صنعت شيئا، ارجع فرجع) (١).

٤ - عن عبيد الله بن أبي رافع قال: (سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله (ص) أنا والزبير والمقداد فقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها)) قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروض، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. فأخرجته من عقاصها (٢). فأتينا به رسول الله (ص) فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله (ص). فقال رسول الله (ص): ((يا حاطب ما هذا؟)) قال: يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت أمرءا ملصقا في قريش - يقول: كنت حليفا، ولم أكن من نفسها - من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأمواله، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله (ص): ((أما أنه قد صدقكم)) فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: ((إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا)) فقال: ((اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فأنزل


(١) المغازي النبوية للزهري ٨٧، ٨٨. وهي رواية عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس ورجاله رجال الصحيح.
(٢) العقاص: من شعرها المربوط.

<<  <   >  >>