للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان العباس بن عبد المطلب تلقى رسول الله (ص) في بعض الطريق.

وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب تلقى رسول الله (ص) في بعض الطريق، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة لقد لقيا رسول الله (ص) فيما بين مكة والمدينة، والتمسا الدخول عليه. فكلمته أم سلمة فيهما. فقالت: يا رسول الله ابن عمك، وابن عمتك وصهرك (١) قال: ((لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فقد هتك عرضي (٢) بمكة، وأما ابن عمتي وصهري، فهو الذي قال لي بمكة ما قال) (٣). فلما خرج إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له، فقال: والله لتأذنن لي، أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن بالأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ ذلك رسول الله (ص) رق لهما، ثم أذن لهما فدخلا فأسلما.

فلما نزل رسول الله (ص) بمر الظهران قال العباس: واصباح قريش: والله لئن دخل رسول الله (ص) مكة عنون قبل أن يستأمنوه، إنه لهلاك قريش آخر الدهر. قال: فجلست على بغلة رسول الله (ص) البيضاء، فخرجت إليها فجئت لأراك. فقلت: لعلي ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (ص) فيسأمنوه قبل أن يدخلها عنوة. قال: فوالله إني لأسير عليها، وألتمس ما خرجت له. إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما


(١) أم سلمة رضي الله عنها هي أخت عبد الله بن أبي أمية وهو صهره من هنا.
(٢) كان أبو سفيان شاعرا، وكان يهجو رسول الله (ص) بشعره.
(٣) هو الذي قال: والله لن أؤمن لك حتى تصعد إلى السماء فتدخل فيها، ثم تحضر كتابا منها، ومعك أربعة من الملائكة يشهدون أن هذا من عند الله. ولو فعلت هذا ما أظن أني أصدقك.

<<  <   >  >>