للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله (ص) وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا، فما يخيل إلي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا) (١).

٦ - وعن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنا مع رسول الله (ص) في غزوة حنين في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر. فلما زالت الشمس. لبست لأمتي وركبت فرسي فأتيته في فسطاطه فسلمت عليه فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. فقلت: حان الرواح يا رسول الله قال: فناد بلالا. فثار بلال من تحت شجرة كأن ظله ظل طائر.

فقال لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال: أسرج لي فرسي سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر فأسرج له ثم ركب ومضينا عشيتنا وليلتنا.

فلما تسامت الخيلان (٢) ولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله (ص) يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله واقتحم عن فرسه فنزل فأخذ كفا من حصى قال: فحدثني من هو أقرب إليه مني أنه ضرب وجوههم وقال: شاهت الوجوه فهزم الله المشركين. قال: فحدثني أبناؤهم أن آباءهم قالوا: فما بقي منا يومئذ أحد إلا امتلأت عينه وفمه ترابا وسمعنا صلصلة من السماء إلى الأرض كإمرار الحديد على الطست) (٣).


(١) مجمع الزوائد الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٢) تسامت الخيلان: أي التقى الجيشان.
(٣) مجمع الزوائد ٦/ ١٨١ - ١٨٢ للهيثمي وقال: روى أبو داود منه إلى قوله ليس فيه أثر ولا بطر. ورواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.

<<  <   >  >>