للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذروة والغارب (١) حتى سمح له على أن أعطاه عهدا من الله وميثاقا: ولئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك). فنقض كعب عهده، وبرىء مما كان بينه وبين رسول الله (ص) (٢).

وهكذا كان موقفهم كله ينصب على العداوة لرسول الله (ص) في السر حين يرون قوة المسلمين ويرهبونها، وفي العلن حين يرون المسلمين في محنة وهول. وكان حيي بن أخطب هو الذي يقود هذه الحرب السياسية العوان ضد محمد (ص). وكان دوره مع كعب بن أسد كدور أبي جهل مع عتبة وشيبة ابنا ربيعة. حين أحفظهما واتهمهما بالجبن. فكانا أول القتلى في بدر. بعد أن دعيا إلى الصلح.

٦ - وليست محاولة اغتيال رسول الله (ص) بالسم من المرأة اليهودية التي أهدت الشاة لرسول الله (ص) بعد خيبر. وحشت الذراع أكثره. ومقتل عبد الله بن سهل وبشر بن البراء بن معرور بالسم بين ظهراني يهود خيبر. إلا محاولات يائسة للفتك والنيل من المسلمين وقيادتهم.

ولذلك كان الموقف عنيفا منهم يتناسب مع مخططاتهم. وكان مقتل كعب بن الأشرف. وأبي رافع اليهودي تاجر الحجاز غيلة. يتناسب مع مستوى العداء الذي يخططون له.


(١) يفتله في الذروة والغارب: ضرب مثلا في المراوغة والمخاتلة: وأصله حين يستصعب البعير فتأخذ القرادة من ذروته وغارب سنامه وتفتل هناك فيجد البعير لذة فيهدأ.
(٢) شرح السنة للبغوي وقال: هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم. (١٧٦٦ في الجهاد والسير. باب إجلاء اليهود عن الحجاز والبخاري ٣/ ٢٥٥ في المغازي، باب حديث بني النضير).

<<  <   >  >>