للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - ثم كان الإعلان الخبيث الخسيس في نقضهم للعهد، وتحالفهم مع أعداء المسلمين.

(وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القرظي، صاحب عقد بني قريظة وعهدهم قد وادع رسول الله (ص) على قومه، وعاقده على ذلك وعاهده. فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه. فاستأذن عليه. فأبى أن يفتح له.

فناداه حيي: ويحك يا كعب! افتح لي قال: ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم وإني قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه. ولم أر منه إلا وفاء وصدقا. قال: ويحك افتح لي أكلمك، قال: ما أنا بفاعل، قال: والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك (١) أن آكل معك دونها، فأحفظ الرجل. ففتح له فقال: ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام (٢). جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة.

وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى إلى جانب أحد. قد عاقدوني وعاهدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه فقال له: كعب جئتني بذل الدهر. وبجهام (٣) قد هراق ماؤه.

فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء، ويحك يا حيي. فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء. فلم يزل حيي بكعب يفتله في


(١) جشيشتك: طعام يصنع من الجشيش وهو البر يطحن غليظا.
(٢) بحر طام: يرتفع ويريد كثرة الرجال.
(٣) الجهام: السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه.

<<  <   >  >>