للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي شك بعد هذه الأحاديث الصريحة الواضحة يمكن أن يرد في شرف نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟؟

إنه سيد ولد آدم، وخيرهم خلقا، وخيرهم فرقة، وخيرهم قوما، وخيرهم بيتا، وخيرهم نفسا .. وما كان أحد يماري في هذا الفضل في جاهلية ولا إسلام إلا أن يكون مبغضا حاسدا، أو ذا غرض وهوى.

لقد كانت العرب تعرف لهم هذا الفضل.

(.. ودفع - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر فسلم وقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة (١) قال: وأي ربيعة من هامتها أو لهازمها (٢)؟ قالوا: بل الهامة العظمى، قال: من أيها؟ قالوا: من ذهل الأكبر. قال: منكم حامي الذمار ومانع الجار فلان؟ قالوا: لا. قال: منكم قاتل الملوك وسالبها فلان؟ قالوا: لا. قال: منكم صاحب العمامة المفردة فلان؟ قالوا: لا. قال: فلستم من ذهل الأكبر، أنتم ذهل الأصغر. فقام إليه شاب حين بقل وجهه (أي طلع شعر وجهه) فقال له: إن على سائلنا أن نسأله.

يا هذا إنك قد سألتنا فأخبرناك، فمن الرجل؟ فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: أنا من قريش، فقال الفتى: بخ بخ أهل الشرف والرياسة، فمن أي قريش أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرة. فقال الفتى: أمكنت. ثم قال:


(١) الشعبان العظيمان اللذان تتناسل منهما العرب العدنانية هما ربيعة ومضر وكان - صلى الله عليه وسلم - من مضر.
(٢) الهامة: رأس كل شيء، واللهزم عظمان ناتئان تحت الأذنين والمقصود من أصولها أو من فروعها.

<<  <   >  >>