مصية، وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد .. فبعث إليها رسول الله (ص): ((أما قولك إنك مصبية. فإن الله سيكفيك صبيانك. وأما قولك إنك غيرى فسأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني)) قال. قالت: قم يا عمر فزوج رسول الله (ص). قال رسول الله:((أما إني لا أنقصك مما أعطيت أختك فلانة: رحيين وجرتين ووسادة من أدم حشوها ليف ...))) (١).
ولابد من الإشار إلى بعض الملاحظات في هذا الزواج النبوي العظيم.
١ - لقد استجاب الله دعوة أبي سلمة وهو يحتضر: اللهم أخلفني في أهلي بخير. ومضى إلى ربه شهيدا. فكان كافل أيتامه وراعي أهله رسول الله (ص). ويحسن ألا ننسى أن أبا سلمة هو ابن عمة الرسول (ص). فهو أولى الناس برعاية أهله وولده.
٢ - واستجاب الله تعالى دعوة أمته أم سلمة أن يبدلها الله به خيرا منها. لكنها في نفسها كانت أقل من أن تكون زوجا لرسول الله (ص)(إني امرأة قد أدبر مني سني وإني امرأة أم أيتام وأنا امرأة شديدة الغيرة) لكن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام لن يدعها لسنها أو لأيتامها أو لغيرتها.
فقد جبر خاطرجا ورعى حقها وأعلمها بكرامتها عنده وعند أهلها.
٣ - ويحسن أن لا ننسى كذلك أن أم سلمة من بني مخزوم، أعز بطون قريش. وهي التي كانت تحمل لواء الحرب والمواجهة لرسول الله (ص).