للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك. أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله، وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا. وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله))) فأذنت له في نفسي فتزوجني. فلما كانت ليلة وعدنا البناء قمت من النهار إلى رجل ونعالي فوضعتهما وقمت إلى فضلة شعير لأهلي فطحنتها، وفضلة من شحم فعصدتها لرسول الله. فلما أتانا رسول الله (ص) قدم إليه الطعام فأصاب منه، وبات تلك الليلة. فلما أصبح قال: قد أصبح بك على أهلك كرامة ولك عندهم منزلة فإن أحببت أن تكون هذه ليلتك ويومك هذا كان، وإن أحببت أن أسبع لك سبعت، وإن سبعت لك سبعت لصوحبك. قالت: يا رسول الله! افعل ما أحببت.) (١)

وعن أم سلمة قالت: قال أبو سلمة قال رسول الله (ص). ((إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها. وأبدلني بها ما هو خير منها))) فلما احتضر أبو سلمة قال: اللهم اخلفني في أهل بخبر. فلما قبض قلت. إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم عندك احتسبت مصيبتي فآجرني فيها. وأردت أن أقول: وأبدلني بها خيرا منها. فقلت: من خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها. فلما انقضت عدتها خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر فردته، فبعث إليها رسول الله (ص) فقالت: مرحبا برسول الله وبرسوله (ص) أخبر رسول الله أني امرأة غيري وأني


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد ٦٣/ ٨.

<<  <   >  >>