للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فقه عمله كسبه عليه الصلاة والسلام:

١ - ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم. حكمة ربانية يتعلم النبي من خلالها رعاية الأمم صبرا وعناية ورحمة وحماية. بل يرافقه خلق اللين والعطف والحدب {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..} (١) ((السكينة في أهل الشاء)) (٢).

وكما ذكر عليه الصلاة والسلام أن موسى وداود ومحمدا عليهم الصلاة والسلام بعثوا وهم يرعون الغنم.

٢ - ورعيه - صلى الله عليه وسلم - كان في طفولته في بادية بني سعد، ثم كان في فتوته بأجياد في مكة على قراريط. وهو أجر زهيد يتكسب به - صلى الله عليه وسلم - ويعف نفسه، ثم كان في التجارة في شبابه وهي دعوة كريمة لكل شاب مسلم وداعية، أن يعمل بجهده، ويكسب من عرق جبينه. فالعمل شرف ولا يضر نوع العمل ولو كان عند الناس وضيعا. لكنه عظيم عند الله عز وجل.

فـ ((إن الله يحب المؤمن المحترف)) (٣) ويحب الذي يأكل من كسب يده ((وأن نبي الله تعالى داود كان يأكل من كسب يده)) (٤).

والداعية الذي يتكفف الناس، ويتطلع إلى أموالهم وأرزاقهم، وينتظر إحسانهم. لن يتمكن من كسب قلوبهم، وتغيير واقعهم، ومن


(١) آل عمران: ٥٩.
(٢) رواه البزار وقال الألباني عنه صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير ٣/ ٢٢٣ - ٣٥٨٣.
(٣) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي عن ابن عمر ح ١٨٧٣. انظر الجامع الصغير ١/ ٢٢٤.
(٤) رواه البخاري ك. ٣٤ ب. ١٥.

<<  <   >  >>