للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجل هذا وجدنا سنة الله تعالى في الأنبياء جميعا أن يقولوا: {... قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ..} (١) {وما تسألهم عليه من أجر ..} (٢) {ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله ..} (٣) {يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون} (٤).

٣ - ولا شك أن العمل الحر بالنسبة للداعية إلى الله تعالى أعون له على دعوته، وأقوم له على أن يقول الحق ويصدع فيه، وكم من الناس يطأطئون للطغاة، ويسكتون على باطلهم، ويجارونهم في أهوائهم خوفا على وظائفهم عندهم، إنهم يدهنون في دينهم، ويبيعون دينهم بدنياهم، بل يصل الانحراف إلى صميم عقيدتهم حين يرون أن هوتاء الطغاة يرزقون أو يمنعون رزقا، والرازق هو الله تعالى.

٤ - وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسادات هوتاء الأصحاب، كانوا يعملون بأيديهم، ويتاجرون للحصول على الرزق الحلال، وذاك عمر رضي الله عنه يقول: (أخفي على أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!! ألهاني الصفق في الأسواق) (٥).


(١) سبأ من الآية ٤٧.
(٢) يوسف:١٠٤.
(٣) هود: ٢٩.
(٤) هود:٥١.
(٥) البخاري ك.٣٤/ ٩.

<<  <   >  >>