للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حد" (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك" (٢).

ثانيا: أن الصورة كالصفات الأخرى التي قد يتصف بها المخلوق على وجه التقييد وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم والرحيم والبصير، وأن له ذاتاً ونفساً … ونحو ذلك.

فكما أن له أسماء وصفات وللمخلوق أسماء وصفات وليس بينها تماثل، فكذلك له صورة على ما يليق به .

قال شيخ الإسلام : "لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم، والقدير، والرحيم، والسميع، والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستوائه على العرش، ونحو ذلك" (٣).

ثالثا: أنه يمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها ويتميز بها عن غيره. فصورة الشيء هي هيئته الخاصة التي يتميز بها عن غيره. وفي أسمائه تعالى: المصور، ومعناه: الذي صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورته الخاصة وهيئته المفردة، على اختلافها وكثرتها (٤).

وترد الصورة "في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى


(١) تأويل مختلف الحديث: ٢٦١.
(٢) بيان تلبيس الجهمية: ٣٩٦٢. وانظر: عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن لحمود التويجري، وشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبد الله الغنيمان: ٢/ ٣٢ - ٦٨، وصفات الله ﷿ للسقاف: ١٩٨ - ٢٠٠، وأحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: ١٣٧.
(٣) بيان تلبيس الجهمية: ٣/ ٣٩٦.
(٤) انظر: لسان العرب: ٤/ ٤٧٣، ومقاييس اللغة: ٣/ ٥٩، ٣٢٠، والقاموس المحيط: ٤٢٧.

<<  <   >  >>