للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبر في صفات الله تعالى إلا ما وصف نفسه به في كتابه أو على لسان رسوله ، فلا تتعدى ذلك إلى تشبيه أو تمثيل أو تنظير فإنه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] (١).

رابعا: أن أصل لفظ الحيز: " (حوز) الحاء والواو والزاء أصل واحد، وهو الجمع والتجمع، يقال لكل مجمع وناحية حوز وحوزة. وحمى فلان الحوزة، أي المجمع والناحية" (٢). وحيّز الدار ما أنظم إليها من المرافق والمنافع، وكل ناحية على حدة حيّز (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وأما الحيز فإنه فيعل من حازه يحوزه إذا جمعه وضمه، وتحيز وتفيعل، كما أن يحوز يفعل، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ﴾ [الأنفال: ١٦]، فالمقاتل الذي يترك مكاناً وينتقل إلى آخر لطائفة تفيء إلى العدو، فاجتمع إليها وانضم إليها فقد تحيز إليها" (٤).

وأما عند المتكلمين فهم "يجعلون كل جسم متحيزاً، والجسم عندهم: ما يشار إليه، فتكون السموات والأرض وما بينهما متحيزاً على اصطلاحهم، وإن لم يسم ذلك متحيزاً في اللغة" (٥)

وهو من الألفاظ المجملة، وأهل السنة والجماعة يمسكون عنها ويعرضون عنها إعراضاً جملياً، وقد يستفصلون قائلها عن مراده، فإن أراد بها معنى صحيحاً قبلوا المعنى وطالبوه بالاعتصام بالكتاب والسنة، وإن أراد بها معنى باطلاً ردوه، وإن اشتمل على الحق والباطل أوقف اللفظ وفسر المعنى الصحيح (٦).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية الله: "وأصل ضلالتهم تكلمهم بكلمات مجملة، لا


(١) التمهيد: ٧/ ١٤٥، وانظر: جامع بيان العلم: ٢/ ١١٣.
(٢) مقاييس اللغة: ٢/ ١١٧.
(٣) انظر: لسان العرب: ٥/ ٣٤٢ - ٣٤٣، والقاموس المحيط: ٥٠٩.
(٤) بيان تلبيس الجهمية ٢/ ١١٧ - ١١٨.
(٥) منهاج السنة النبوية: ٢/ ٥٥٥. وانظر: كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: ١/ ٧٢٥.
(٦) انظر: شرح العقيدة الطحاوية: ١١٠، والتدمرية: ٦٥ - ٦٩.

<<  <   >  >>