للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في السماء لا تؤول وأما الآيات التي ظواهرها أن الله في الأرض أو أنه في جسم الإنسان كآية ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، وآية: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: ١٦] فتؤول فهذا تحكم منهم قول بلا دليل، لم يقل هذا أحد من السلف إلا الوهابية وسلفهم من المشبهة".

أين قال أتباع هذه الدعوة المباركة أن ظواهر هذه الآيات أن الله في الأرض أو أنه في جسم الإنسان؟!

بل يقولون أن الله معنا بعلمه - كما يقوله السلف-، وهو مستوى على عرشه، قال الشيخ حمد بن معمر : " وكل ما في الكتاب والسنة، من الأدلة الدالة على قربه ومعيته، لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته; فإنه سبحانه علي في دنوه، قريب في علوه; وقد أجمع سلف الأمة، على أن الله فوق سماواته، على عرشه، وهو مع خلقه بعلمه أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون" (١).

يقول ابن جرير الطبري : " وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع" (٢).

وقد نقل ابن عبد البر إجماع الصحابة والتابعين على أنهم قالوا في معناها: هو على العرش، وعلمه في كل مكان (٣).

وبهذا قالت اللجنة الدائمة بالمملكة: " قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤] معناه عند أهل السنة والجماعة: أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم" (٤).

فابن جرير يصرح بأن معنى الآية أن الله على عرشه ويعلم أعمالنا؛ بل ينقل ابن عبد البر إجماع الصحابة والتابعين على ذلك قبل أن يولد شيح الإسلام ابن تيمية ، وقبل أن يخلق الإمام محمد بن عبد الوهاب . وبهذا يتبين أن المناوئ إنما يعارض ما تواتر النقل فيه عن السلف؛ بخلاف أتباع دعوة الإمام فإنهم يقولون بما قال به السلف.


(١) الدرر السنية: ٣/ ٦٢، ٩٥، ١٣٢، ١٣٨، ٣٠٦، وانظر: مجموع الرسائل والمسائل التجدية: ٤/ ٥٦١، ٧٠٨.
(٢) تفسير الطبري: ٢٣/ ١٦٩.
(٣) انظر: التمهيد: ٧/ ١٣٨، ومجموع الفتاوى: ٣/ ٢٣٦، ٥/ ٤٩٥.
(٤) فتاوى اللجنة الدائمة: ٢١٨٣.

<<  <   >  >>