للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه الحالة المثالية التي ينتقدها على أئمة الدعوة هي الحالة المثالية كما جاءت عند ابن جرير الطبري .

فماذا يريد العطاونة، وما الحال المثالية عنده؟

سابعا: قول سعود السبعاني عن أئمة الدعوة وأتباعها أنههم يبترون قوله تعالى:: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾، ولا يكملون الآية: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩)[النساء: ٥٩].

فهذ قول باطل، فإن أئمة الدعوة وأتباعها يتكلمون على هذه الآية وغيرها دون بتر أو اجتزاء، وهذه بعض النقول عنهم في ذلك:

يقول: الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ: "ويأخذون بالكتاب والسنة كما قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ " (١).

وقال الشيخ عبد العزيز ابن باز على هذه الآية: "فأمر سبحانه في هذه الآية العظيمة بطاعته، وطاعة رسوله وأولي الأمر، وأمر عند التنازع بالرد إليه سبحانه وإلى رسوله ، وقد بين أهل العلم أن الرد إليه سبحانه هو الرد إلى كتابه الكريم، وأن الرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته. وأخبر ﷿ أن هذا الرد خير للعباد في دنياهم وأخراهم، وأحسن تأويلا أي عاقبة، وبهذا يعلم أن الواجب على جميع أهل الإسلام: أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله في كل أمورهم، وأن يردوا ما تنازعوا فيه إليهما، وأن ذلك خير لهم وأحسن عاقبة في العاجل والآجل" (٢).

وقال الشيخ محمد بن عثيمين : "فإن على العبد أن يتقي الله ما استطاع ويعمل جهده في تحري معرفة الحق من الكتاب والسنة، فإذا ظهر له الحق منهما وجب عليه العمل به، وأن لا يقدم عليهما قول أحد من الناس كائناً من كان، ولا قياساً من الأقيسة أي قياس كان، وعند التنازع يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة فإنهما الصراط المستقيم، والميزان العدل القويم،


(١) منهاج التأسيس: ٦٧.
(٢) مجموع فتاوى ابن باز: ١/ ٢٣٨.

<<  <   >  >>