قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته وهديه حيًّا وميتاً" (١).
والنقول في هذا كثيرة جدا، يصعب حصرها.
ثامنا: قول سعود السبعاني: " ولا يخفى على الجميع فهم - أي أئمة الدعوة- كانوا بذلك يعنون عدم الخروج على دعوة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ليس إلا، وإلا فمسألة الخروج فهم يدركون جيداً أنها ليست محرمة بالقطع".
فنقول إن كلام أئمة الدعوة عام في النهي عن الخروج على ولاة الأمور، كما سبق بيان عقيدة الشيخ في ذلك.
ثم أين هذا في كتبهم ومؤلفاتهم- المطبوعة والمنتشرة- أنهم يعنون بعدم الخروج على ولاة الأمر عدمَ الخروج على دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ليس إلا؟!
تاسعا: قول محمد شحرور عن التناقض - حسب زعمه- في تشدد المذهب الوهابي "من جهةٍ على التوحيد والإخلاص لله وحده، والبراء من كل من حكم عليهم بالكفر أو النفاق ومعاداتهم بالقلب واللسان والفعل، غير أنه من ناحية أخرى، هي الناحية السياسية المؤسسة لأي جماعة في أي زمان ومكان، نجده يتراخى في إظهار الرفض والتمرد على الحكام، بل يوصي بالصبر على جورهم واتباع أوامرهم وتقديم فروض الولاء والطاعة لهم؟؟؟ … ".
فإن ما يتعلق بالعلاقة بين العلماء والأمراء قد سبق بيانه في الفقرة السادسة، وهي علاقة مبنية على امتثال أمر الله ﷿؛ أما التناقض الذي زعمه الكاتب بين التوحيد والإخلاص والبراءة من الكفار من جهة وبين السمع والطاعة لولاة الأمر من جهة أخرى فلقلة علمه، فإن الإلتزام بالتوحيد والإخلاص لله ﷿ والبراء من الكفار والمنافقين لا يتعارض مع السمع والطاعة لأئمة
(١) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ١٨/ ١٧٠. وانظر: فتح المجيد: ٣٤٨، ومنهاج التأسيس: ٦٧، ومجموع فتاوى ابن باز: ١/ ٦٨، ٧٨، ٢٣٨، وفتاوى اللجنة الدائمة: ١/ ٩٥، ٧٨١.