للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك بهدف تأكيد جذرها الديني الذي يقال إنها انبثقت منه" (١).

ثم قال: " إن تبني الدولة لدعوة إسلامية هو حقيقة من حقائق تاريخها. تأتي بعد ذلك حقيقة أن الدولة السعودية تتخذ من الشريعة الإسلامية قانوناً أساسياً لها. هذه حقائق تؤكد هوية الدولة، إلا أنها تختلف عن تفسير نشأتها. يبدو أن التركيز المبالغ فيه على البعد الديني المترافق مع تهميش الأبعاد الأخرى لتاريخ الدولة، يفترض أن هوية الدولة الإسلامية تقتضي أن تكون جذورها أو أسباب نشأتها ذات طبيعة دينية أيضاً. وهذا افتراض فاسد وذلك لسبب بسيط وهو أنه يتضمن أن التفسير العلمي لنشأة الدولة والبحث عن عوامل غير دينية (اجتماعية وسياسية) وراء نشأتها يتعارض مع دين الدولة، وبالتالي يتعارض مع هويتها. وهذا أمر لا يستقيم لا مع الحقيقة التاريخية لهوية الدولة ولا مع الدين الإسلامي تحديداً ولا مع المنهج العلمي كذلك" (٢).

ثم نقل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجود الشرك في نجد، حيث يقول: " أول من قال بهذا الرأي كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد أفصح عن هذا الرأي منذ الأيام الأولى لدعوته، ففي لقائه الأول مع محمد بن سعود خاطب الشيخ أمير الدرعية بقوله: (وأنت ترى نجداً كلها وأقطارها أطبقت على الشرك، والجهل، والفرقة، والاختلاف .. ) (٣). كانت هذه أول إشارة أو أنها على الأقل من بين الإشارات الأولى التي ترد في المصادر، ويؤكد فيها الشيخ بشكل مباشر أن الشرك كان منتشراً في نجد مع بداية دعوته" (٤).

ثم قال: " وقد كان من الطبيعي أن تبنّى أنصار الدعوة رأي الشيخ، ومن أبرز هؤلاء تلميذه حسين بن غنام الذي كان أول من صاغ التفسير الديني لظهور الحركة الوهابية على شكل علاقة مباشرة بين سبب سابق ونتيجة لاحقة وطبيعية بل ربما حتمية، كما إن ابن غنام كان أول من قدم شيئاً من التفصيل في الصورة التي رسمها عن الحالة الدينية، وانتشار الشرك في


(١) الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة: ١٠٠.
(٢) المرجع السابق: ١٠٠.
(٣) ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد: ١/ ٤٢.
(٤) الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة: ١٠١.

<<  <   >  >>