للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال : " وأما الذي يدعي الإسلام، وهو يفعل من الشرك الأمور العظام، فإذا تليت عليه آيات الله استكبر عنها، فهذا ليس بالمسلم، وأما الإنسان الذي يفعلها بجهالة، ولم يتيسر له من ينصحه، ولم يطلب العلم الذي أنزله الله على رسوله، بل أخلد إلى الأرض، واتبع هواه، فلا أدري ما حاله" (١).

وقال : في حديث «إنما الشؤم في ثلاثة … » (٢)، "فهذا أشكل على من قبلنا، حتى إن عائشة كذبته، وقالت: هذا كلام أهل الجاهلية.

ولكنه صح، وقد تكلموا في تفسيره، ولم يتبين لي معناه، والله أعلم بمراد رسوله" (٣). فمن كان يتوقف في معنى حديث، فهو أشد توقفاً وتحرزاً في مسائل التكفير، التي ينبني عليها أحكام الردة (٤).

سادسا: أن الهوى وعدم معرفة كلام أهل العلم ومواقعه هو الحامل لبعضهم في نسبة التسرع في التكفير للإمام محمد ، وانظر لأحدهم وهو ينسب للإمام التسرع في التكفير، ثم يأت في موضع أخر - يوافق هواه- ينقل عن الإمام عدم التسرع في التكفير، وهذا يدل على الهوى وعدم فهمهم لكلام الإمام .

يقول د. عمر كامل في كتابه "دائرة الفتنة وسبل الخروج منها" (٥) في قضية التكفير، ناسبًا للشيخ التسرع في التكفير:

"لقد ازداد هذا التيار عنفواناً، وأصبحت هذه النغمة مادة علمية تكتب فيها بعض المؤلفات، أغراضها النيل من المذاهب الإسلامية ذات المناهج العلمية والفقهية، والتي كان لها أثر بارز في نشوء علم أصول الفقه الذي هو علم أصول الفهم، فلا هم لهذه الفرقة إلا تحقير


(١) مؤلفات الشيخ: ٣/ ٣٧.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب ما يذكر من شؤم الفرس، برقم: ٢٨٥٨، وصحيح مسلم، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، برقم ٢٢٢٥. وانظر شرحه في: فتح الباري: ٦/ ٦١، وشرح النووي على مسلم: ١٤/ ٢٢٠، والتمهيد: ٩/ ٢٧٨، ومفتاح دار السعادة: ٢٥٤ وما بعدها،،.
(٣) مؤلفات الشيخ: ٣/ ٣٨.
(٤) وانظز: كتاب منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير: ٧٤.
(٥) نشر الكتاب في ١/ ١/ ٢٠٠٢ م، الموافق ١٦/ ١٠/ ١٤٢٢ هـ، طبعة دار بيسان.

<<  <   >  >>