للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخرين وتبديعهم صغاراً وكباراً من الأقدمين والمعاصرين.

على سبيل المثال أسوق بعض الأمثلة التي يقولها بعض العلماء ممن قد يأخذ كلامه على ظاهره فيكون سبباً للتشدد والغلو، يقول بعضهم: (من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله الذي أظهرناه للناس، ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا دخل فيه ولا ترك الشرك فهو كافر) (١).

فليلاحظ أن الذي أظهرناه كأنه هو الذي أظهر التوحيد، وليس محمد بن عبد الله، وكأنه هو الوحيد الذي كتب في التوحيد، ولم يكتب فيه غيره.

ولننظر إلى كتاب آخر، يقول فيه مؤلفه: (التكفير والقتل ليسا موقوفين على فهم الحجة مطلقاً، بل على بلوغها، فلو كان الحكم موقوفاً على فهم الحجة لم نكفر ونقتل إلا من علمنا أنه معاند خاصة وهذا بين البطلان) (٢).

أليس هذا أساس التعصب الذي نتج عنه سفك دماء المسلمين بغير حق؟ أليس هذا هو الإرغام على التسليم لفهمه، وإلا كان جزاءه القتل والحرب؟ أليس هذا ما تعتنقه جماعات المتطرفين في تعميم التكفير للمجتمعات والأنظمة والحكام؟ " (٣).

فهذا النقل السابق للكاتب ينسب فيه التكفيرَ إلى الإمام ، ثم يأت يستدل بكلام للإمام في نفي التكفير، ليوافق هوى الكاتب، وليرد به على من يقول بوقع الشرك والوثنية في بلاد الحرمين، فيقول د. عمر كامل في مقالة له بعنوان: "لا خوف على بلاد الحرمين من الشرك والوثنية" (٤): "والآن إليك نبذة من أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب توضح منهجه في الدعوة، وينفي بها عن نفسه ما نسب إليه زوراً وبهتاناً من تكفير من لا يستحق ذلك.

ويبين الشيخ براءته مما نسب إليه من التكفير بالباطل، فينكر ذلك بأسلوب شديد ويبين صفات من يُحكم عليهم بالكفر، ويؤكد أن أكثر الأمة ليس فيها هذه الصفات ويحمد الله على


(١) ملحوظة: لم يذكر المرجع المنقول منه، وهو في الدرر السنية: ١/ ١٠٢.
(٢) ملحوظة: لم يذكر المرجع المنقول منه، وهو في الدرر السنية: ١٠/ ٣٦٨.
(٣) دائرة الفتنة وسبل الخروج منها: ٨٦ - ٨٧.
(٤) نشرت المقالة في صحيفة المدينة - ملحق الرسالة في ١٨/ ١/ ١٤٢٤ هـ.

<<  <   >  >>