للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا: أن أصل هذه المسألة - العذر بالجهل- لم يكن في منهج أئمة الدعوة، وإنما كان عندهم أصل شرعي أخر، وهو: هل بلغته الحجة؟ أو لم تبلغه الحجة؟ والحجة المناسبة وغير المناسبة؟.

قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله-: "وهنا خاض قوم من المعاصرين خوضاً سيئاً في منهج الدعوة، هل كان منهج دعوة الشيخ محمد وأئمة الدعوة هل كانوا يعذرون بالجهل أو لا يعذرون بالجهل؟ ونحو ذلك من الألفاظ، وهذه لم تكن أصلاً عندهم بهذا اللفظ؛ نعذره بالجهل أو لا نعذره، وإنما كانت المسألة مرتبطة بأصل شرعي آخر وهي: هل بلغته الحجة؟ أو لم تبلغه الحجة؟ والحجة المناسبة وغير المناسبة" (١).

قال الإمام الشافعي : "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه، فقد كفر. وأما قبل قيام الحجة، فإنه يعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية ولا الفكر، فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه، كما نفى عن نفسه فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] " (٢).

ثانيا: أن هذه المسألة "العذر بالجهل" بهذا اللفظ لم يكن معروفا عند المتقدمين (٣)، ولا عند أئمة الدعوة (٤).

ثالثا: أن هذه المسألة من أعظم المسائل، قال الشيخ محمد ابن عثيمين : " وهذه المسألة - أعني مسألة العذر بالجهل - مسألة عظيمة شائكة، وهي من أعظم المسائل تحقيقاً وتصويراً" (٥).

رابعا: أن شيخ الإسلام ابن تيمية يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في تكفير


(١) شريط: منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيدة.
(٢) فتح الباري: ١٣/ ٤٠٧.
(٣) انظر: المتممة لكلام أئمة الدعوة في مسالة الجهل في الشرك الأكبر: ٤.
(٤) شريط: منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في العقيدة لصالح آل الشيخ.
(٥) الشرح الممتع: ٦/ ١٩٣. وكذا قال لي شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: بأنها مسألة شائكة.

<<  <   >  >>