للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل" (١).

وقال : " … إذا عرفت هذا عرفت لا إله إلا الله، وعرفت أن من نخا (٢) نبياً أو ملكاً أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام. وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله " (٣).

ومن ذلك أيضاً قوله في شرح حديث عمران بن حصين وفيه: «أن النبي رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: «ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً» (٤).

ويقول في شرح الحديث: "فيه مسائل: … الثالثة: أنه لم يعذر بالجهالة" (٥).

ب - وبعضهم رأى عبارات صريحة أيضاً للإمام في أن التكفير مشروط بالتعريف وإقامة الحجة فتمسكوا بها في القول بأن الإمام يعذر بالجهل في الشرك.

ومن ذلك قوله : "ما ذُكر عني أني اكفر بالعموم فهذا بهتان العداء". وقال بعد رده على من يقول بأنه يشترط الهجرة إليه لثبوت وصف الإسلام: "إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه. وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزيَّنة للناس، فهذا الذي أكفره، وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلاً معانداً أو جاهلاً" (٦).

ويقول في رده على من اتهمه بأنه يقول من لم يدخل تحت طاعتي فهو كافر: " وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر. ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نُشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان. وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته بعد


(١) مؤلفات الشيخ: ١/ ١٥٨.
(٢) نخا: بمعنى دعا وطلب النصرة.
(٣) مؤلفات الشيخ: ١/ ٣٦٦.
(٤) مسند أحمد، برقم: ٢٠٠٠٠، وضعفه محققو الكتاب. وانظر السلسلة الضعيفة، رقم: ١٠٢٩.
(٥) مؤلفات الشيخ: ١/ ٢٨.
(٦) المرجع السابق: ٥/ ٥٨.

<<  <   >  >>