للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان" (١)، ويقول ابن القيم : " وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل" (٢)، ويقول أيضاً: "فإن حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وبلوغ ذلك إليه، وتمكنه من العلم به، سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، فقصر عنه ولم يعرفه، فقد قامت عليه الحجة، والله سبحانه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه" (٣).

ويقول ابن حزم : "وكل ما قلناه فيه أنه يفسق فاعله أو يكفر بعد قيام الحجة، فهو ما لم تقم الحجة عليه، معذور مأجور و إن كان مخطئا، وصفة قيام الحجة عليه أن تبلغه فلا يكون عنده شيء يقاومها" (٤).

وذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن عن الإمام المجدد أنه "قرر أن من قامت عليه الحجة، وتأهل لمعرفتها، يكفر بعبادة القبور" (٥)،

وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان في من يقيم الحجة، وأنه لا بد في قيام الحجة أن يقيمها من يحسن إقامتها، وإلا لا تقوم الحجة: "الذي يظهر لي -والله أعلم- أنها لا تقوم الحجة إلا بمن يحسن إقامتها، وأما من لا يحسن إقامتها كالجاهل الذي لا يعرف أحكام دينه ولا ما ذكره العلماء في ذلك، فإنه لا تقوم به الحجة" (٦).

وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله: " ويقيم الحجة عالم يعلم كيف يقيم الحجة ويزيل الشبهة، لهذا يقول العلماء الحجة الرسالية، كما يقول شيخ الإسلام في مواضع كثيرة: ويكفر من قامت به الحجة الرسالية. الحجة الرسالية يعني التي يقيمها الرسل أو ورثة الرسل ممن


(١) مجموع الفتاوى: ٢٣/ ٣٤٦، ٣/ ٢٣١، ٢٠/ ٥٩.
(٢) طريق الهجرتين: ٣٨٤.
(٣) مدارج السالكين: ٢/ ٢٣٩.
(٤) الإحكام في أصول الأحكام: ١/ ٦٧.
(٥) منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس: ٩٩.
(٦) منهاج الحق والاتباع: ٦٨. وانظر: منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير: ١٥٣ - ١٥٧.

<<  <   >  >>