للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسلم".

سبق الجواب عنها في الفصل الثالث، الدعوى الخامسة، وأن تقسيم العالم إلى كافر مشرك، وعالم مؤمن مسلم، هو ما دل عليه الكتاب والسنة وكلام أهل العلم.

سابعا: قول محمد المحمود بأن كثيراً من المقولات التي يتشدق بها المتطرفون هي مقولات ليست غريبة عن بيئتنا المحلية، بل هي مأخوذة من صلب المنظومة الفكرية للسلفية التقليدية، وأنها تدرس في جامعاتنا ومدارسنا … الخ.

فإنه - ولله الحمد- فإن مناهجنا التي تدرس في جامعاتنا ومدارسنا هي مناهج ومؤلفات أئمة السلف وأئمة الدعوة ، التي توافق الكتاب والسنة وتستند عليهما (١).

لكن سوء الفهم والهوى هو الذي يعمي ويصم؛ وإلا أين هذه المقولات في مناهجنا؟ وكم عددها؟ ومن هو المتأثر بها؟ وكم عددهم؟ (٢) بل العكس هو الصحيح؛ فإن المقولات التي تحارب التشدد والتطرف أكثر من أن تحصى، وفتاوى أهل العلم في هذا كثيرة، والمخالفون لها هم قلة- ولله الحمد-، ووجود مثل هؤلاء القلة لا يعني أنهم على الحق، ولا يعني أن نوافقهم على ما هم عليه. وعلماء وأئمة هذه الدعوة هم من أوائل من حذر من هؤلاء الغلاة، ومن منهجهم (٣).

ثم إن أعظم كتاب وأحكمه وأبلغه وأهداه وأرشده، كتابُ الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومع ذلك يستدل منه الغالي المكفر والمفرط المرجئ، وذلك كله حين لا يردون متشابهه إلى محكمه، ولا يعتبرون أصول الاستدلال وحقائق معاني الكلام، وحين يغلب المرض على قلوبهم ويبتغون الفتنة كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ


(١) انظر موافقة المناهج لعقيدة السلف في كتاب: الدعاوى المتعلقة بمسائل العقيدة في مقررات التعليم العام في المملكة العربية السعودية: ١٨٤، ٢١٨، ٢٤٢، ٢٦٤، ٢٨٠، ٢٨٦، ٣٠٥، ٣٧٠، ٤٩٥، ٥٠٢.
(٢) انظر دعاوى المناوئين للمقرارت والجواب عنها: الدعاوى المتعلقة بمسائل العقيدة في مقررات التعليم العام في المملكة العربية السعودية: ١٨٧، ٢٢٠، ٢٤٣، ٢٦٦، ٢٨٧، ٣١٠، ٣٤٤، ٣٥٩، ٣٧٤، ٤٦٣.
(٣) انظر: الفصل الثاني، الجواب عن الدعوى الخامسة، وكذلك الفصل الثالث، الجواب عن الدعوى الثانية والثالثة.

<<  <   >  >>