ومع هذا يحرم أن نقول: إن القرآن هو سبب البدع ومرجع المبتدعين، وإذا صدق هذا على القرآن - أعني رد المتشابه إلى المحكم- فهو على ما دونه من القول أصدق.
ثامنا: قول محمد المحمود عن أساتذة الجامعات والقضاة والخطباء وأئمة المساجد أنهم "مُروجون لخطاب التكفير السلفي، ومؤيدون -صراحة- لاستخدام العنف الذي يصل حد المطالبة العلنية بتنفيذ جريمة:(القتل) بالآخر المخالف". ثم ذكر مثلا على ذلك "قتل الجعد بن درهم نحراً يوم عيد الأضحى، وكيف يعدون هذا الفعل عين الصواب".
فقوله:"مروجون لخطاب التكفير السلفي" فهذا حق؛ لأن التكفير السلفي هو التكفير المستمد من الكتاب والسنة وفق الضوابط الشرعية، ولا يمكن أن يكون التكفير السلفي مؤيدا لاستخدام العنف أو القتل بغير حق.
ثم قوله عن هذا العنف:" الذي يصل حد المطالبة العلنية بتنفيذ جريمة: (القتل) بالآخر المخالف"، من هو المخالف الآخر عنده؟ ذكر لذلك مثلا، وهو "الجعد بن درهم"، فهو يرى أن قتل الجعد بن درهم من العنف.
وهذا يؤكد لك أن الكاتب لا يريد عقيدة السلف، وأن المقولات المخالفة عنده هي ما اتفق عليه السلف الصالح؛ وإلا فالجعد بن درهم، المبتدع الضال، الذي أخذ بدعته عن بيان بن سمعان، وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم، زوج ابنته، وأخذها لبيد بن أعصم الساحر -الذي سحر الرسول ﷺ عن يهودي باليمن. الجعد بن درهم الذي قال بخلق القرآن، وزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلِّم موسى تكليماً، هلك سنة ١١٨ هـ، وقد افتى بقتله العلماء (١).
تاسعا: قول أحمد سالم عن دعوة الإمام وقد ساق العبارة التالية في سياق أثر الدعوة
(١) انظر: الرد على الجهمية للدارمي: ١٧، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٢/ ٣١٩، وخلق أفعال العباد: ١٢، والبداية والنهاية: ١٣/ ١٤٧، وميزان الاعتدال: ١/ ٣٩٩، وشذرات الذهب: ١/ ١٦٩.