للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيديولوجية عنف، تخبر بذلك مضامينها وسيرتها في المناطق التي جرى استعمالها كمبرر للغزو، ولها تراث من العنف ضد مناطق عديدة في الجزيرة العربية والمناطق المجاورة.

يقول مدير موقع (الوسطية) على شبكة الإنترنت، إن الفكر الوهابي المتشدد يتحمل مسؤولية انتشار العنف في السعودية، ويرى أن "هؤلاء الشباب الذين تبنوا العنف ينطلقون من أفكار هي أصلاً موجودة في الفكر الوهابي" (١).

ثم قال: "وفي مسعى لاحتواء الانتقادات المتصاعدة ضد السعودية وأيديولوجيتها الدينية المتطرفة، عمدت الدولة إلى إظهار الوهابية باعتبارها أيديولوجية متسامحة ومتصالحة داخل الدائرة الإسلامية، ومع الأديان الأيديولوجيات الأخرى، بالرغم من أنها - أي الدولة- لم تُفلح في تقديم نموذج صالح لإقناع الضحايا في الداخل والخارج بأن هذه الأيديولوجية تستبطن عناصر تصالحية مع الآخر" (٢).

ويقول برنارو لويس عند كلامه عن الوهابية وظهورها في جزيرة العرب: "فرض الوهابيون -حيثما تمكنوا- معتقداتهم بأبلغ صور العنف والقوة " (٣).

حقيقة هذه الدعوى:

هو أن المناوئين لدعوة الإمام لما رأوا قوة الدعوة وسرعة انتشرها، واستجابة الناس لها، جعلهم يبادرون إلى مقاومتها والصد عنها بكل الوسائل، ومن ذلك إتهام الدعوة بالإرهاب -وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر-، وأن ذلك الإرهاب بسب عقيدة الإمام - حسب زعمهم- في التكفير والقتال (٤).


(١) السلفية الجهادية في السعودية: ٢٦٣. والمقابلة على قناة الجزيرة في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠٠٥ م.
(٢) المرجع السابق: ٢٦٣. وانظر: الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة: ٣٢٨ - ٣٣٠، ومملكة الكراهية: ٣٥، وحقول الدم: ٥٥١ - ٥٥٢.
(٣) أزمة الإسلام الحرب الأقدس والإرهاب المدنس: ١٣٣.
(٤) انظر: إسلامية لا وهابية: ٣٦، ١٥٣، ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الإحياء والإصلاح إلى الجهاد العالمي: ٤٢٠ - ٤٢٩.

<<  <   >  >>