للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: عرف المجمع الفقهي الإرهاب بأنه: " العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعرضه)، ويشمل صنوف التخويف والأذى، والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي، فردي أو جماعي، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم، أو حريتهم، أو أمنهم، أو أحوالهم للخطر، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية، أو الطبيعية للخطر، فكل هذا من صور الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه" (١).

ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه بعيدة كل البعد عن هذا الأمر؛ بل تنكره وتحاربه وترد عليه، وقد سبق بيان عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في الفصل السابق " الدعاوى المتعلقة بالتكفير والقتال"، وكذلك في هذا الفصل في الدعوى الأولى والثانية، والنقل عن بعض العلماء والمفكرين في بيان حقيقة هذه الدعوة وبعدها عن الإرهاب.

ثانيا: أن إتهام دعوة الإمام بالإرهاب ليس صحيحا؛ لأن دعوة الإمام قائمة على الكتاب والسنة، وفق فهم السلف الصالح، ولا يمكن أن يصدر عنها ما يخالف عقيدة السلف لأن الأحكام الصحيحة للإسلام تمنع المسلم من أن يقتل بغير روية وتفكير، فالرسول : «مر في إحدى المعارك فوجد امرأة كافرة مقتولة فتغير وجهه وقال: «ما كان لهذه أن تقاتل» (٢)، فالنبي يقول ذلك والمسلمون في معركتهم مع الكفار، فكيف بمن يفجر قنبلة لا تميز بين الناس وكيف بمن يصوب مدفعاً ويطلقه ولا يميز بين هذا وذاك (٣).


(١) قرارات المجمع الفقهي الإسلامي، الدورة السادسة عشرة في ٢٦ شوال ١٤٢٢ هـ، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة. وانظر: الفرق بين الجهاد والإرهاب، مجلة البحوث والإفتاء، العدد (٩٧): ٢٤٢ - ٢٤٧، ومعنى الإرهاب وحقيقته: https:// saaid.net/ Warathah/ hmood/ h ٤٢.htm
(٢) مسند أحمد: ٥٩٥٩. وقال محققو الكتاب: حديث صحيح.
(٣) انظر: جريدة الشرق الأوسط: رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر: «الوهابية» تهدف للقضاء على بذور الشرك والوثنية: http:// archive.aawsat.com/ details.asp? article=١٧١٦٨٦&issueno=٨٩٣٩#.WOcJmjvyuUk، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨ هـ.

<<  <   >  >>