للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثا: أن من تكلموا بهذه التهمة - إتهام دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بالإرهاب - لم يتعرفوا على هذه الدعوة، وإنما راجت عليهم كتابات المناوئين لها والمغرضين، مع استغلال المناوئين لبعض الأحداث والوقائع للترويج لهذ الفكر، مع التقصير في البحث المنهجي للتعرف " على الحقيقة المغيبة في هذا التراكم الثقافي والإعلامي الضخم الذي روجت له أقلام الغربيين وآلتهم الإعلامية" (١).

يقول محمد بهجة الأثري : "إن الحركة الوهابية التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت خليقة أن تدعى: "حركة المحمديين" نسبة إلى باعثها، وطبيعة دعوته هي التوحيد الخالص الذي بعث به الرسول ؛ ولكنها نسبت إلى أبيه، وأبوه لا يد له فيها لأمر أرادته السياسة العثمانية وأتباعها حينما أشفقت من انتشار سلطانه أشدّ الإشفاق، فقاومتها ما وسعتها المقاومة، وبالغت في تشويه غايتها وعزتها إلى الابتداع والخروج على الدين وجعلت هذا عنواناً على ما تزعمه من ضلالها.

وندع التاريخ السياسي لهذه الحركة، لنفرغ لوجهتها في الإسلام كما تهدي إليها كتب زعيمها ودراسات الباحثين المحايدين من الشرقيين والغربيين.

والمجمع عليه أنّ هذه الحركة في الإسلام جديدة وقديمة معاً والواقع أنّها جديدة بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنها قديمة في حقيقة الأمر" (٢).

فدعوة الإمام دعوة سلفية معتدلة تنبذ الإرهاب والقتل والفساد في الأرض، وهي حقيقة يعرفها كل من يريد الحق ويتبعه. فالأرض التي شعّ منها نور الإسلام، ونزل فيها الوحي من السماء، وانطلقت منها رسالة الرحمة إلى العالم تأبى أن تكون للإرهاب وطناً، وللكراهية مأوى، وللعنف منطلقاً.


(١) السلفية السعودية في الكتابات الغربية: ١٣٠ - ١٣١. وانظر: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الإحياء والإصلاح إلى الجهاد العالمي: ٤٢٧ - ٤٢٩.
(٢) انظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب: ١٣، ٢٩.

<<  <   >  >>