للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأتباع دعوة الإمام يتلقون دينهم من تعاليم القرآن الكريم الذي حرم قتل النفس بغير حق، واعتبر أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، ويتلقون تعاليمهم من السنة النبوية الصحيحة التي جاء بها محمد من ربه تعالى، وهي تعاليم أكدت على حق الحيوان فضلاً عن الإنسان، فقد ورد في الحديث: «أن امرأة دخلت النار في هرة، لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» (١)، فإذا كان هذا جزاء من عذب هرة حتى الموت، فما جزاء من يقتل إنساناً بريئاً بلا خطيئة، وهو الذي قال عنه "القرآن الكريم" ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: ٧٠]، فهل يمكن لدين هذه تعاليمه أن يقر جرائم إرهابية تكون ضحاياها أنفساً بريئة؟!.

رابعا: أن المملكة العربية السعودية وهي تمثل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سعت ولا تزال بكل الوسائل لمكافحة الإرهاب، ومن ذلك المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض ونظمته وزارة الخارجية السعودية في فبراير من عام ٢٠٠٥ م، بمشاركة ما يقرب من ستين دولة. ومن توصيات ذلك المؤتمر الدولي أنه أكد على (٢):

"أن الإرهاب يمثل تهديداً مستمراً للاسلام والأمن والاستقرار، فهو مدان مهما كانت الظروف أو الدوافع المزعومة للارهابيين".

كما أكد على أن: "الإرهاب ليس له دين معين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة، وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على أن أية محاولة لربط الإرهاب بأي دين يساعد في حقيقة الأمر الإرهابيين".

وفي هذا المؤتمر اقترحت المملكة العربية السعودية إنشاء مركز دولي لمكافعة الإرهاب، وهو ما تم بالفعل، إذ وقعت المملكة العربية السعودية على اتفاقية تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم ١٩ سبتمبر ٢٠١١ م.

خامسا: أن لعلماء المملكة العربية السعودية المواقف الواضحة في بيان حكم الإسلام في


(١) صحيح البخاري، كتاب المساقاة، باب فضل سقي الماء، برقم: ٢٣٦٥.
(٢) انظر: السلفية السعودية في الكتابات الغربية: ١٣٢ - ١٣٣، والفرق بين الجهاد والإرهاب، مجلة البحوث والإفتاء، العدد (٩٧): ٢٥٦ - ٢٥٧. موقع وزارة الخارجية السعودية www.mafa.gov.sa.

<<  <   >  >>