للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإرهاب ومن يرتكب الجرائم الإرهابية قبل أن يعرف العالم إرهاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما بعده. فقد أصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية بياناً في عام ١٤١٦ هـ - أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر-، جاء فيه: " إن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الإثنين ٢٠/ ٦/ ١٤١٦ هـ، وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون، وروع آمنون، وأخيف عابرو السبيل؛ ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم، وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال، والأمن والاستقرار، ولا يفعله إلا صاحب نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه … " (١).

وقد تتابعت إدانات هيئة كبار العلماء في السعودية للأحداث الإرهابية التي وقعت بعد ذلك التاريخ، ومنها أحداث الحادي عشر من سبتمبر (٢).

سادسا: أن ما قد يحصل من تصرفات فردية ضالة من عدد لا يذكر من ممارسي الإرهاب، يعارضها الجم الغفير من العلماء والدعاة والعامة من أتباع دعوة الإمام الذين أدانوا - من منطلق دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب (المسماه حسب زعمهم الوهابية) المرتكز على منهج الإسلام- أعمال العنف وسائر صور الإرهاب التي قارفها أولئك بحق الأشخاص والممتلكات المعصومة، وهيئة كبار العلماء التي تمثل أعلى هيئة علمية شرعية على المستوى الرسمي أصدرت عدة بيانات تدين الإرهاب من منطلق إسلامي بشكل صريح، جاء في إحدى هذه البيانات لمجلس هيئة كبار العلماء عما يمارسه من يقومون بالتفجير وقتل الآمنين بأنه "محرم في الإسلام وأنه غدر وخيانة وبغي وعدوان وإجرام آثم وترويع للمسلمين وغيرهم وكل


(١) بيانات هيئة كبار العلماء المنددة بالإرهاب: http:// www.assakina.com/ fatwa/ ٥٢٦٥٧.html، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨.
(٢) انظر: جهود علماء المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب:
http:// www.assakina.com/ book/ ٥٣٤٦٨.html، في ١٠/ ٧/ ١٤٣٨، مفهوم الإرهاب في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي: ٢/ ٣٥٣ - ٣٥٦، ٣٧٩ وما بعدها، والمملكة في مواجهة الإرهاب مواقف وإنجازات، الصادر من وزارة الثقافة الإعلام بالمملكة.

<<  <   >  >>