للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقل الجهادي كثيراً ما يعتمد على رأي فقيه من الفقهاء الأصوليين الذي كان قد صاغ تفسيراً متشدداً وضيقاً للآية المعنية.

جاء في القرآن: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٥١]. فيذهب التيار الجهادي إلى تبني تأويل ابن حزم لتلك الآية: "صح أن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ إنما هو على ظاهره، بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حق لا يختلف فيه إثنان من المسلمين" (١). وقد ذهب محمد بن عبد الوهاب في تقريره حول "نواقض الإسلام" إلى قوله أن "الناقض الثامن: مظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين" (٢). وقد اعتمد على رأيه الشيخ عبد العزيز بن باز ليقرر "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة: فهو كافر مثلهم، كما قال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: ٥١] (٣).

وعلى مثل هذا منهجيته في مجالات ومسائل عديدة يعمد العقل الجهادي الإسلامي فيما تعلق بمسألة "الولاء والبراء" إلى الارتكاز إلى نص القرآن لتثبيت حقيقة أنه متبوئ لموقع الدفاع عن الصفاء الأصلي لمبادئ القرآن والسنة (٤) .... " (٥).

حقيقة هذه الدعوى:

سبق في الفصل الثاني في الدعوى الأولى: دعوى أن دعوة الإمام هي أصل الخوارج المعاصرين، وكذا في الفصل الثالث في الدعوى الثالثة: دعوى انتساب التكفيرين لدعوة الإمام، وأنها دعوى قديمة، وفي هذه الدعوى أيضا نسبة تأثر الجماعات المتطرفة في الولاء والبراء بدعوة


(١) ابن حزم، المحلى: ١٣/ ٣٥.
(٢) محمد بن عبد الوهاب، مجموعة التوحيد: ٣٨.
(٣) عبد العزيز بن باز، فتاوى ابن باز: ١/ ٢٧٤.
(٤) وسيم فتح الله، الولاء والبراء في سورة الممتحنة، النسخة الإلكترونية، على موقع: www.abu-quatada.com.، جهيمان العتيبي، أوثقى عرى الإيمان، الحب في الله والبغض في الله، النسخة الإلكترونية على موقع www.abu-quatada.com.
(٥) نقد العقل الجهادي: ١٢٤ - ١٢٥. وانظر: مملكة الكراهية: ٣٣٦ - ٣٤٢، والسلفية الجهادية في السعودية: ١٧٨ - ١٨٢، والجماعات الإسلامية والعنف - عودة الجهاد المسلح-: ١٩ - ٢٠

<<  <   >  >>