للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام، وكل هذا من وسائل المناوئين للتنفير والتحذير من دعوة الإمام .

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أنه إذا وجد من ينتسب لدعوة الإمام ولكنه يخالف منهجها؛ فإن هذا الانتساب لا يضر الدعوة وإنما يضر صاحبه، فهؤلاء الخوارج مع صلاحهم في الظاهر بكثرة صيامهم وقيامهم وقراءتهم خرجوا على أصحاب رسول الله محتجين عليهم بتأويلات فاسدة لكتاب الله تعالى، ومع ذلك تبرأ النبي منهم، ووصفهم بالأوصاف الشنيعة: من المروق من الدين، وقلة الفقه والإيمان والاستخفاف بالدماء، وأنهم شر الخلق والخليقة. وقاتلهم أصحاب النبي مع أنهم يقولون من خير قول البرية ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١)، فكذلك لا يجوز أن ينسب إلى هذه الدعوة التجديدية انحراف وضلال من تعلق بها، أو أظهر إتباعها مع مخالفتها في الطريقة والمنهج.

ثانيا: سبق في المبحث الثاني من هذا الفصل بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء، وأن عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب لا تخالف ذلك.

كما سبق في الدعوى الأولى من الفصل الثاني، والدعوى الثالثة من الفصل الثالث بيان الفروق بين أتباع هذه الدعوة وبين من ينتسب إليها وهو مخالف لها.

ثالثا: أن هذا الباب -الولاء والبراء- أحد الأبواب التي ولج منها الخوارج قديمًا ومن وافقهم حديثاً في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم بحجة موالاة الكفار، ولم يفرقوا بين ما يكون من الأعمال كفراً أو فسقاً أو مباحاً. وإنما جاء ضلال هؤلاء الواقعين بالتكفير الباطل من طريقين كل منهما ضلالة:

الطريق الأول: الأخذ بإطلاقات بعض النصوص الشرعية دون فهم المراد بها كما فعلت الخوارج (٢).


(١) انظر عن الخوارج: فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها: ١/ ٢٢٥ - ٣٠٢، وكتاب الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام لناصر العقل، وغيرها.
(٢) انظر: الشريعة: ١/ ١٣٧.

<<  <   >  >>