للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلام العلماء المحققين، ولم يعرضها على العلماء، بل يعتمد على فهمه، وربما قال: حجتنا مجموعة التوحيد، أو كلام العالم الفلاني، وهو لا يعرف مقصوده بذلك الكلام، فإن هذا جهل وضلال.

ومن المعلوم: أن أعظم الكلام وأصحه، كلام الله العزيز؛ فلو قال إنسان: ما نقبل إلا القرآن، وتعلق بظاهر لفظ لا يعرف معناه، أو أوله على غير تأويله فقد ضاهى الخوارج المارقين، فإذا كان هذا حال من اكتفى بالقرآن عن السنة، فكيف بمن تعلق بألفاظ الكتب، وهو لا يعرف معناها، ولا ما يراد بألفاظها؟! …

إذا عرفت هذا تبين أن الذي يدعي أنه يستغني بمجموعة التوحيد، عن الأخذ عن علماء المسلمين مخطئ؛ لأن النبي ذكر أن سبب قبض العلم موت العلماء، فإذا ذهب العلماء واتخذ الناس رؤساء جهالاً، وسألوهم وأخذوا بفتواهم، ضلوا وأضلوا، عياذاً بالله". (١).

رابعا: وفي خصوص مسألة الولاء والبراء، قال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري مبيناً لبعض المنتسبين للدعوة الذين يخوضون في ولي أمرهم بسبب المصالحة مع الكفار استدلالاً ببعض العبارات المجملة المحتملة لبعض أئمة الدعوة دون النظر في سياقها وفي من قيلت: "وقد بلغنا أن الذي أشكل عليكم: أن مجرد مخالطة الكفار ومعاملتهم بمصالحة ونحوها، وقدومهم على ولي الأمر لأجل ذلك، أنها هي موالاة المشركين المنهي عنها في الآيات والأحاديث، وربما فهمتم ذلك من "الدلائل" التي صنف الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ، ومن "سبيل النجاة" للشيخ حمد بن عتيق:

فأولاً: نبين لكم سبب تصنيف "الدلائل"، فإن الشيخ سليمان صنفها لمَّا هجمت العساكر التركية على نجد في وقته، وأرادوا اجتثاث الدين من أصله، وساعدهم جماعة من أهل نجد من البادية والحاضرة، وأحبوا ظهورهم. وكذلك: سبب تصنيف الشيخ حمد بن عتيق "سبيل النجاة" هو: لما هجمت العساكر التركية على بلاد المسلمين، وساعدهم من ساعدهم حتى استولوا على كثير من بلاد نجد، فمعرفة سبب التصنيف مما يعين على فهم كلام العلماء، فإنه-


(١) المرجع السابق: ٩/ ١٣٣.

<<  <   >  >>