للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالموالاة والمعاداة، قال لهم بعد أن أخبرهم ببراءة الشيخ الإمام من هذا المعتقد: إن سبب الضلال عند هؤلاء يكون من طريقين وقعوا فيها:

"الأول: أنهم جهلوا أصولًا عامة كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب لمن جهلها.

الثاني: عدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب وتفاصيله" (١).

وذكر الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري أيضا: هذا الجهل وحدد سببه بأمرين: الأول: الاعتماد على فهمهم والتعلق بظواهر ألفاظ كلام العلماء المحققين، وهم لا يعرفون مقصود كلامهم في مؤلفاتهم، فضاهوا الخوارج الذين تعلقوا بظاهر لفظ القرآن ولا يعرفون معناه.

الثاني: أنهم لم يعرضوها على العلماء ليبينوا لهم الصحيح، والضعيف، والمطلق والمقيد، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ، فخبطوا خبط عشواء، وتاهوا في جهالة عمياء (٢).

وذكر أيضًا في موطن آخر من الأسباب: عدم معرفة سبب التصنيف، لأن معرفة سبب التصنيف مما يعين على فهم كلام العلماء السابقين (٣).

رابعا: أن بعض الناس يتتبعون بعض عبارات العلماء في بعض الكتب، وهم على عقيدة فاسدة، وينظرون في كلام بعض أهل العلم ليستدلوا على فهمهم الفاسد، وأهوائهم المستحكمة ليؤيدوا ما هم عليه من الباطل، فإن بعض العبارات التي أطلقها العلماء قد تكون مجملة، وقد يكون أطلقها على سبيل التغليظ، أو على سبيل العموم أو الخطأ.

خامسا: أن هذه العبارات العامة لا يبنى عليها، والمناوئ لدعوة الإمام خالفَ النص الصحيح والمنهج المتوارث، لأن منهج الراسخين في العلم في القرآن والسنة حمل المتشابه على المحكم، فكذلك ما جاء من كلام أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " المنقول عن السلف والعلماء يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظه، ومعرفة دلالته، كما يحتاج إلى ذلك المنقول


(١) الدرر السنية: ١/ ٤٦٩.
(٢) انظر: المرجع السابق: ٩/ ١٣٣.
(٣) المرجع السابق: ٩/ ١٥٨. وانظر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٣/ ١٣ - ١٦.

<<  <   >  >>