للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الله ورسوله" (١)، والأمر في هذا أن العلم يحتاج إلى نقل مصدق، ونظر محقق (٢).

سادسا: هذه بعض النقول عن أئمة الدعوة تبين ما سبق ذكره من الأسباب التي وقع بسبها من تكلم في أئمة الدعوة ولم يفهم كلامهم، وحمل ذلك على المداهنة والسياسة.

قال العلامة سليمان ابن سحمان (٣) في رده على غلاة نزلوا كلاماً لإمام الدعوة قاله في قوم مشركين ليس معهم من الإسلام شيء على أعراب ملتزمين بشعائر الإسلام الظاهرة لا يمكن لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعمهم جميعهم بالكفر لأجل ما غلب على بعضهم من المكفرات، والتلوث بكثير من المنكرات: "فيقال لهؤلاء الجهلة الصعافقة (٤) الحمقى، الذين لا علم لهم ولا معرفة لديهم بحقائق الأمور ومدارك الأحكام، الذين يقرؤون على الناس كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وهم لا يفهمون مواقع الخطاب وتوقيع الأمور على ما هي عليه، حيث يقول قائلهم: نعم، هذا قول الشيخ في البدو، والمشايخ اليوم يقولون ويقولون.

فيقال لهم: إن كلام الشيخ الذي تقرؤونه على الناس في قوم كفار ليس معهم من الإسلام شيء، وذلك قبل أن يدخلوا في الإسلام، ويلتزموا شرائعه، وينقادوا لأوامره، وينزجروا عن زواجره ونواهيه، وأما بعد دخولهم في الإسلام فلا يقول ذلك فيهم إلا من هو أضل من حمار أهله وأقلهم ديناً وورعاً، ومقالته هذه أخبث من مقالة الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، وهؤلاء يكفرونهم بمحض الإسلام. أما علم هؤلاء المساكين أن الإسلام يجب ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، بنص رسول الله ؟.

وأما قوله: والمشايخ اليوم يقولون ويقولون، فالجواب أن نقول: نعم المشايخ اليوم يقولون: لا نكفر من ظاهره الإسلام، ولا يطلقون الكفر على جميع أهل البادية الذين هم بين أظهر أهل الإسلام، وإنما يقولون: من قام به وصف الكفر منهم فهو كافر؛ كمن يعبد غير الله،


(١) مجموع الفتاوى: ١/ ٢٤٦.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٢٤٦.
(٣) الدرر السنية: ٩/ ١٥٨.
(٤) قوم يشهدون السوق وليس عندهم روؤس أموال ولا نقد، والليئم من الرجال. انظر: تهذيب اللغة: ٣/ ١٨٠، والصحاح: ٤/ ١٥٠٧، ١٠/ ١٩٩.

<<  <   >  >>