للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويشرك به أحداً من المخلوقين، أو يتحاكم إلى الطواغيت، ويرى أن حكمهم أحسن وأفضل من حكم الله ورسوله، أو يستهزئ بدين الله ورسوله، أو ينكر البعث. فمن قام به هذا الوصف الذي ذكرنا من المكفرات وغيرها مما يخرج من الملة في بادية أو حاضرة: فهو كافر. كما ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وغيره من العلماء وهذا هو الذي ندين الله به في أي بادية كانت أو حاضرة" (١).

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن مؤكداً على عدم التعلق ببعض الألفاظ المطلقة للعلماء، ومعرفة مواقع الخطاب التي قالوه فيها: "وقد صدر من الشيخ محمد بن عجلان رسالة ما ظننتها تصدر من ذي عقل وفهم فضلاً عن ذي الفقه والعلم، وقد نبهت على ما فيها من الخطأ الواضح والجهل الفاضح، وكتمت عن الناس أول نسخة وردت علينا، حذراً من إفشائها وإشاعتها بين العامة والغوغاء، ولكنها فشت في الخرج والفرع، وجاء منها نسخة إلى بلدتنا، وافتتن بها من غلّب الهوى وضل عن سبيل الرشاد والهدى ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٢١].

وأخبرت من يجالسني: أن جميع ما فيها من النقول الصحيحة والآثار حجة على منشيها، تهدم ما بناه مبديها، وأنه وضع النصوص في غير موضعها، ولم يعط القوس باريها. وبلغني عن الشيخ حمد أنه أنكر واشتد نكيره، ورأيت له خطاً أرسله إلى بعض الإخوان: بأن ما كتبه ابن عجلان ردة صريحة، وبلغني أن بعضهم دخل من هذا الباب واعترض على ابن عتيق، وصرح بجهله ونال من عرضه، وتعاظم هذه العبارة، ورغم أنه غلا وتجاوز الحد، فحصل بذلك تنفيس لأهل الجفاء وعباد الهوى. والرجل وإن صدر منه بعض الخطأ في التعبير، فلا ينبغي معارضة من انتصر لله ولكتابه وذب عن دينه، وأغلظ في أمر الشرك والمشركين، على من تهاون أو رخص وأباح بعض شعبه، وفتح باب وسائله وذرائعه القريبة المفضية إلى ظهوره وعلوه، ورفض التوحيد ونكس أعلامه، ومحو آثاره وقلع أصوله وفروعه، ومسبة من جاء به، لقولة رآها وعبارة نقلها وما دراها من إباحة الاستعانة بالمشركين، مع الغفلة والذهول عن صورة الأمر والحقيقة، وأنه


(١) منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع: ٢٠.

<<  <   >  >>