للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبغض في الله» (١).

وقد ذكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان بابا في مباعدة الكفار والمفسدين والغلظة عليهم، وذكر عدة أحاديث وآثار، وذكر من جملتها هذا الحديث (٢).

وهذا الحديث "فيه دليل على أنه يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في الله كما يكون له أصدقاء يحبهم في الله، بيانه أنك إذا أحببت إنسانا لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله؛ فإن عصاه فلا بد أن تبغضه لأنه عاص لله وممقوت عند الله، فمن أحب لسبب فبالضرورة يبغض لضده، وهذان وصفان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر" (٣).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله : "فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله والموالاة في الله. ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (٤).

سادسا: من الأدلة على أن الولاء والبراء من العقيدة أن النبي أخبر أن حلاوة الإيمان لا توجد إلا بالموالاة والمعادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» (٥).

سابعا: من الأدلة على أن الولاء والبراء من العقيدة أن النبي كان يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فعن جرير بن عبد الله البجلي قال: «أتيت النبي وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، واشترِط عليّ فأنت أعلم، قال: «أبايعك


(١) سبق تخريجه: ٤٩٦.
(٢) شعب الإيمان: ١٢/ ١٢. وانظر: الإفصاح عن معاني الصحاح: ٦/ ٣٨٦.
(٣) عون المعبود: ١٢/ ٢٢٨.
(٤) الدرر السنية: ٨/ ١٤٩.
(٥) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، برقم: ١٦.

<<  <   >  >>