للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكافرين من المأمورات الشرعية (١)، فيجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به (٢)، فالولاء والبراء معلق بالإيمان والكفر؛ وليس بعقيدة فلان أو فلان. ثم إذا عرف الرجل بالتوحيد والسنة والدعوة إليهما فإن من يبغضه ويعاديه علامة على نفاقه وزندقته.

قال الإمام أحمد بن حنبل : "إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنه كان شديداً على المبتدعة" (٣).

قال البربهاري بعد أن ذكر حب الصحابة : " وإذا رأيت الرجل يحب أيوب وابن عون وابن إدريس الأودي والشعبي … - وذكر جماعة من الفضلاء- فاعلم أنه صاحب سنة".

وقال أيضاً: "وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير، وقال قولهم؛ فاعلم أنه صاحب سنة" (٤).

وقال عقبة بن علقمة (٥) : " كنت عند أرطأة بن المنذر، فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم! قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره. قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة، قال فقدمت على الأوزاعي- وكان كشّافا لهذه الأشياء إذا بلغته- فقال: صدق أرطأة، والقول ما قال، هذا ينهي عن ذكرهم ومتى يحذروا إذا لم يشاد بذكرهم" (٦).

وهذه بعض النقول عن بعض علماء المسلمين قبل الإمام محمد بن عبد الوهاب ، حتى لا يقول قائل، أو يظن أن هذه الأقوال وأمثالها خاصة بالإمام ودعوته.


(١) انظر: الفروق للقرافي، ١/ ٢٠١.
(٢) انظر: المدخل لابن الحاج: ٢/ ٤٧.
(٣) سير أعلام النبلاء: ٧/ ٤٥٠. وانظر: تاريخ بغداد: ٤/ ٤٢٠، وتاريخ دمشق: ٥/ ٣٢٢.
(٤) شرح السنة: ١١٧ - ١١٨.
(٥) عقبة بن علقمة بن حديج المعافري البيروتي، روى عن الأوزاعي، وإسماعيل بن عياش، ويونس بن يزيد، وأرطأة بن المنذر وغيرهم. توفي عام ٢٠٤ هـ. انظر: تاريخ دمشق: ٤٠/ ٥٠٣، وتهذيب التهذيب: ٧/ ٢٤٦.
(٦) تاريخ دمشق: شرح السنة: ٨/ ١٥. وانظر: الإبانة الكبرى: ٢/ ٤٧٩.

<<  <   >  >>