للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شجاعة المجاهرة بمبادئة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم يستطع هذا التيار التخلي عن يقينياته التي تلامس سقف أصولية العقائد، التي تتقاطع - تقاطعاً إيجابياً- مع يقينيات التيار المتطرف".

إن أتباع دعوة الإمام يعتمدون في عقائدهم على الكتاب والسنة، وهي محفوظة بحفظ الله لها، وموجودة ومنشورة، وأتباع دعوة الإمام يصرحون بعقيدتهم في جميع ما ينشر عنهم مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا؛ بل إنهم يحذرون كل من يخالف المنهج الحق، وتصدر منهم البيانات في ذلك. وهم في ذلك لن يتخلوا - بإذن الله - عن يقينياته؛ إلا إذا كانت تخالف الكتاب والسنة.

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : "وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني؛ بل أُشهد الله وملائكته وجميع خلقه، إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنّها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها، من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله ، فإنه لا يقول إلا الحق" (١).

وقال أيضا: "فأنا -ولله الحمد- لم آت الذي أتيت بجهالة، وأشهد الله وملائكته إن أتاني منه، أو ممن دونه في هذا الأمر كلمة من الحق، لأقبلنها على الرأس والعين، وأترك قول كل إمام اقتديت به، حاشا رسول الله ، فإنه لا يفارق الحق; فإن كانت مكاتيب أولياء الشيطان، وزخرفة كلامهم، الذي أوحى إليهم - ليجادل في دين الله، لما رأى أن الله يريد أن يظهر دينه- غرته وأصغت إليها أفئدتكم، فاذكروا لي حجة، مما فيها أو كلها، أو في غيرها من الكتب، مما تقدرون عليه أنتم ومن وافقكم، فإن لم أجاوبه عنها بجواب فاصل بين، يعلم كل من هداه الله أنه الحق، وأن تلك هي الباطل، فأنكروا علي" (٢).

سادسا: قوله عن الناقض الثامن من نواقض الإسلام: " تولي الكفار والمشركين (= عقيدة الموالاة). أي أن الموالاة إذا انتفت عن المؤمنين، أو تحققت بحق غيرهم فهي من نواقض الإسلام، وليست مجرد خطأ، أو مجرد أمر محرم شرعاً بحيث يُطلب من فاعله التوبة النصوح والرجوع الصريح … ".


(١) الدرر السنية: ١/ ٣٧ - ٣٨.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٥٧ - ٥٨.

<<  <   >  >>