للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينتقده، وعلى هؤلاء الصحفيين الغربيين أن يزوروا المملكة، ليروا ويسمعوا ويقابلوا المسؤولين وعامة الناس، ثم يكتبوا عنها. وهي عموماً حملات مسمومة، ويقف وراءها من لهم أغراض مشبوهة، لا تخدم العلاقات بين بلادهم والسعودية، ولا العلاقات بين الشعوب" (١).

والتناقض بين ما يكتبه وينشره أولئك الكتاب الغربيون بعد انتهاء زيارتهم للسعودية وما رأوه في الواقع أمر قد اشتهر بينهم، ليس الكتاب والمثقفون فقط بل حتى السياسيين والمسؤولين. ففي سؤال لرئيس مجلس الشيوخ الكندي عن هذه القضية، وهي أن كبار المسؤولين الغربيين ومنهم الكنديون الذين يزورون المملكة ويطّلعون على حقيقة الأوضاع على الأرض، لا يوضحون هذه الحقائق لوسائل الإعلام في دولهم، أجاب رئيس مجلس الشيوخ الكندي أن بعض وسائل الإعلام لا ترغب في سماع أخبار جيدة، وقال:

"أنا شخصياً سأقدم عقب عودتي إلى كندا تقريراً إيجابياً جداً للبرلمان، أسرد من خلاله الحقائق التي لمسناها خلال زيارتنا للمملكة على مدى ثلاثة أيام، سواء في مجال الشراكة التجارية والاقتصادية بين بلدينا، أو على مستوى التعاون البرلماني، أو على مستوى التعامل بين الكنديين والسعوديين كأفراد" (٢).

يقول منتصر حمادة مبينا الخوف من انتشار دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، وما يترتب على ذلك من خطر - حسب زعمه-: "في هذا السياق، يأتي هذا العمل تحت عنوان في نقد العقل السلفي، والإحالة على التدين الإسلامي الحركي في شقه السلفي الوهابي، بحكم هيمنة أنماط هذا التدين ليس في الدول الإسلامية "المصدرة" له منذ عقود وحسب، وتحديداً منذ حقبة الطفرة النفطية في شبه الجزيرة العربية، ولكن أيضاً بحكم صعود أسهم هذا النمط المتشدد من التدين في مجالات تداولية إسلامية كانت إلى عقود قريبة، بعيدة عن النهل من رياح التسلّف الوهابي، قبل أن تجد نفسها اليوم، معنية بالتفاعل مع نتائج سياسات "تصدير" و"استيراد" الأدبيات السلفية الوهابية عبر الفضائيات والمؤتمرات وثورة الاتصالات


(١) مقابلة مع صحيفة الوطن السعودية، بتاريخ ٤ فبراير ٢٠١١ م. وانظر: السعودية السلفية في الكتابات الغربية: ٧٨ - ٨٠.
(٢) السلفية السعودية في الكتابات الغربية: ٨٥ - ٨٦.

<<  <   >  >>