للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتقنيات التكنولوجية الحديثة .. وهذا ما أكدت عليه آخر الدراسات … المخصصة لتفكيك الظاهرة السلفية الوهابية، حيث اعتبر منسق الدراسة أنه "منذ الأزمة النفطية لعام ١٩٧٣، سوف تنفتح (السلفية) الوهابية على العالم الحديث، ولكن عبر التحول من حركة طائفية وهامشية ومعزولة، إلى حركة مغايرة ومتطورة فكرانياً (أيديولوجياً) وثقافياً، عبر أعلام فقهية وتيارات حركية، اشتغلت على إعدادها من أجل مواجهة العالم الحديث" (١).

ويذكر الأستاذ أحمد فهمي سبب هذا الخطر عند المناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وأن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والسلفية لا ينبع خطرها من الكثرة العددية كما هو الحال بالنسبة للتيارات الأخرى، بل ينبع خطرهم في الأساس من الفكرة التي يحملونها وقابليتها للانتشار بسهولة، وذلك أن عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب الصحيحة هي الأكثر توافقاً مع الفطرة، بمعنى أنه لو ترك الناس لحالهم لرجعوا إلى الإسلام وطبقوا أحكامه كما هي مبينة في الكتاب والسنة.

بالإضافة إلى قوة التأثير لأتباع دعوة الإمام السلفية، وانتشار دعوتهم، ويستدل على ذلك بحجم ونوعية الكتاب الإسلامي المتداول والمرتبط بالسلفية مقارنة بمثيله لدى التيارات الأخرى.

كما أن مشكلة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب مع العالم الغربي أنها تطالب بالعودة إلى منابع الإسلام الصافية الكتاب والسنة وتحكيمهما في كل صغيرة وكبيرة بصورة مباشرة، ويمتلك الغربيون قناعة قديمة بأن تلك المنابع الصافية هي مصدر خطرهم، وأن أي جماعة أو تيار يبدو حريصاً على التمسك بها لا مفر من مواجهته (٢).

وساعد في ذلك - مع الجهل بالدين وبحقيقة دعوة الإمام اتباع الهوى، قال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ


(١) في نقد العقل السلفي: ٨. وانظر: النشاط الصوفي بعد أحداث سبتمبر في كتاب: التصوف بين التمكين والمواجهة: ٤٦ - ٥٥.
(٢) انظر: عفواً ممنوع دخول السلفية والسلفيين، http:// www.awda-dawa.com/ Pages/ Articles/ default.aspx? id=١٢٨٨١ في ١٦/ ١٢/ ١٤٣٨.

<<  <   >  >>