للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهِ﴾ [القصص: ٥٠]. فإتباع الهوى من أعظم أسباب إصرار أهل البدع على بدعهم (١).

وكذلك التقليد للآباء والأجداد، وأخذ العلم عن الدعوة من المناوئين لها، وممن افتراء عليها، جرياً على سنة الأولين.

قال تعالى: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢)[الزخرف: ٢٢].

وذلك يؤدي -لا محالة- إلى معادة الدعوة وأهلها؛ لأن تقليد الآباء والأجداد بغير علم وعدم الرجوع إلى علماء الدعوة ومصادرها الصحيحة نقص في معرفة الدعوة ومنهجها وحقيقتها، وفي الأخذ عن المناوئين لها والرجوع إلى كتبهم ومؤلفاتهم لا يوصل إلى حقيقة الدعوة؛ لأنهم يطعنون فيها، ويختلقون عليها الأقاويل، ولا يفهمون مراد أصحابها (٢).

وكذلك ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها من التهم الباطلة والأكاذيب والمفتريات، فقد أصاب هذه الدعوة منذ بدء ظهورها حملة مكثفة شنيعة عمَّت البلاد والعباد، فلقد ألصق بعض أدعياء العلم في هذه الدعوة السلفية ما ليس منها، فزعموا أنها مذهب خامس، وأنهم خوارج يستحلون دماء وأموال المسلمين، وأن صاحبها يدعي النبوة وينتقص الرسول .. إلى آخر تلك المفتريات (٣).

يقول المستشرق الكولونيل روسو حيث كتب رسالتين قصيرتين عن الوهابيين في بغداد وحلب سنة ١٨٠٨ هـ وأكد أنهم أتوا بديانة جديدة (٤).

وقد تبعته في ذلك الرحالة الليدي آن بلنت في كتابها رحلة إلى بلاد نجد ووصفت الدعوة بأنها دين جديد (٥).

ومن ذلك ما ذكره الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي عن تلقي الحجاج الوافدين


(١) انظر: رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع وموقف السلف منها: ٣٦٤.
(٢) انظر: مواقف المستشرقين من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب: ١٢٢.
(٣) دعاوى المناوئين: ٧١ - ٧٢.
(٤) مواد لتاريخ الوهابين: ١٦.
(٥) رحلة إلى بلاد نجد: ٢١٠.

<<  <   >  >>