للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مكة من أشراف الحجاز وبعض علماءها، والتقديس التام لهم "والانقياد الكامل لأقوالهم ضد الشيخ وأتباعه الشيء الكثير من كون أتباع الشيخ لا يحترمون الأولياء والصالحين ويهدمون قبابهم … فلهذا أخذ جمهور الناس في سائر الأقطار فكرة سيئة عن الشيخ وأتباعه" (١).

ولا يزال هذا التجني والكذب، وخصوصاً مع سهولة النشر من خلال وسائل الإعلام والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها.

ومن الأهداف الدينية للمناوئين لدعوة الإمام ما يتحقق من مصالح مشتركة لخصوم الدعوة - مثل تعظيم القبور والأولياء- التي تفرض عليهما التعاون مع اختلاف المعتقدات للطعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ؛ فإن عداء الصوفية لدعوة الإمام مثلا جعلها تتوافق وتتصالح مع الرافضة ضد هذه الدعوة (٢)؛ لكي يتحقق لهما بقاء تعظيم القبور والأولياء فينتفع الطرفان.

ولما غلب على حال كثير من المسلمين ظهور الشركيات وانتشار البدعيات، واستفحال الخرافات، والغلو في الأموات والاستغاثة بهم، وظهور تشييد المشاهد وإقامة المزارات على القبور، وزخرفتها وتزيينها وصرف الأموال الطائلة عليها … فلما غلب ذلك على حال عامة المسلمين، فإن هؤلاء المتصوفة والرافضة وجدوا في هذا الواقع الآسن مرتعاً خصباً لبثَّ سمومهم العقديّة.

فلما بدت أنوار هذه الدعوة تكشف غياهب الظلام، وتزيل أدران الشرك ونجاساته، وتدعو الناس إلى تحقيق التوحيد بصفائه ونقائه، أدرك الخصوم أن ظهور هذه الدعوة السلفية نذير بزوال عقائدهم الباطلة، "ولعل هذا أكبر أسباب التشويه والافتراء والدعاية المضادة لهذه الدعوة إضافة إلى الحسد والخوف على السلطان والمصالح; ما كان يقوم به أتباعها من إزالة للبدع الظاهرة والمنكرات المتفشية، فكلما وصلوا إلى بلد أزالوا القباب والمشاهد على القبور،


(١) سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٥٣، وانظر: دعايات مكثفة ضد الشيخ: ٢٦ - ٢٧.
(٢) انظر: الإسلام في مواجهة التكفيرية، قراءة في الإسلام السياسي والسلفية، والذي يبين فيه الدافع له في الرد على الوهابية والسلفية، وكتاب الجماعات المتطرفة وإيران: علاقات متجددة، أجندات متعايشة.

<<  <   >  >>