للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأزالوا الأحجار والأشجار التي يتبرك بها الجهلة، وأقاموا الحدود وقضوا على مظاهر الدجل والسحر والشعوذة، وأكل أموال الناس بالباطل، وسائر المظالم، ولاشك أن هذا مما يثير حفيظة المرتزقة والمنتفعين من هذه الأعمال الشنيعة من زعماء وشيوخ وسدنة ومزورين وعاملين وغيرهم من العامة والخاصة، وهذا من عوامل الإثارة ضد الدعوة لأنها تقضي على مظاهر أكبر الارتزاق بالشركيات والبدع والمنكرات وسائر أسباب الكسب الحرام والجاه المشبوه، وتكشف ألاعيب الدجالين والمتاجرين بالدين" (١).

فحشد أولئك الخصوم قواهم وانبروا في التشنيع بهذه الدعوة وأنصارها، وهم أثناء تشنيعهم يذكرون معتقدهم الصوفي أو الرافضي - وغيرهما - ويزينونه للناس ويزعمون أنه الحق.

فنجد هؤلاء الصوفية أثناء ردّهم على الدعوة السلفية، يتبجحون بصوفيتهم ويفتخرون بانتسابهم إلى الطرق الصوفية كالنقشبندية أو القادرية أو التيجانية … ويدافع عن التصوف وأدعيائه.

والرافضة أثناء مناهضتهم الدعوة السلفية يدافعون - بكل ما عرف عنهم من كذب وقلب للحقائق - عن معتقدهم (٢).

يقول حسين الخراساني إن كل شيعي يتمنى فتح مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي عنها وقال: "إن طوائف الشيعة يترقبون من حين وآخر أن يوماً قريباً آت يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة لمرة أخرى ليدخلوها آمنين مطمئنين فيطوفوا ببيت ربهم، ويؤدوا مناسكهم، ويزوروا قبور ساداتهم ومشايخهم … ولا يكون هناك سلطان جائر يتجاوز عليهم بهتك أعراضهم، وذهاب حرمة إسلامهم، وسفك دمائهم المحقونة، ونهب أموالهم المحترمة ظلماً وعدواناً " (٣).


(١) إسلامية لا وهابية: ١٦١.
(٢) انظر: المرجع السابق: ٧٤ - ٧٥. ومقالات مختارة في المذاهب والأفكار السائرة: ٥١٩ - ٥٣٦، ومباحث في العذر بالجهل: ٢٥١ - ٢٥٣، والسلفية المعاصرة إلى أين؟: ٧٤ - ٧٥.
(٣) الإسلام على ضوء التشيع: ١٣٢ - ١٣٣. وانظر: أصول الشيعة للقفاري: ١٠٩١، والإعلام في بيان خطر الزحف المجوسي على بلاد الإسلام: ١٩ - ٢٠.

<<  <   >  >>