للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العرب الشمس إلاهة لما عبدوها (١).

والتأله: التعبد، ومنه قول رؤبة بن العجاج:

لله در الغانيات المُدّهِ … سبحن واسترجعن من تألهي

أي: من تعبدي (٢).

وقد بين الزجاج معنى (التأله) فقال: "ويقال: تأله فلان، إذا فعل فعلاً يقربه من الإله" (٣).

وقد رد ابن جرير معنى (التأله) إلى معنى (الإله) فقال: "ولا شك أن التأله، والتفعل من (أله يأله) " (٤).

والألوهية: العبادة قال ابن سيده: "والإلاهة، والألوهة، والألوهية العبادة" (٥).

وقد قرأ ابن عباس : "ويذرك وإلاهتك" بكسر الهمزة، أي: وعبادتك كما فسرها ابن عباس نفسه (٦)، وهذا هو اختيار ثعلب وعلل لذلك بقوله: "لأن فرعون كان يُعبد ولا يَعْبد" (٧).

فلفظ الجلالة (الله) مشتق من الإله (٨)، وعندما بين ابن عباس ما يدل عليه من معنى قال: " (الله) ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين" (٩).

فلفظ الجلالة (الله) لا يؤخذ منه صفة فعليه كالخلق والرزق، ونحو ذلك وإنما يدل على صفة ذاتية هي استحقاقه تعالى للعبادة، وهذا يدل على خطأ فهم أهل الكلام لمعنى (الإله) ولما يدل عليه اسمه تعالى: (الله) حيث فهموا أنه يدل على صفة فعلية هي الخلق والقدرة على


(١) انظر: لسان العرب: ١٣/ ٤٦٨.
(٢) انظر: اشتقاق أسماء الله: ٢٤، وفتح المجيد: ٣٢ - ٣٤.
(٣) تفسير أسماء الله الحسنى: ٢٦.
(٤) جامع البيان: ١/ ٨٢، وانظر: لسان العرب: ١٣/ ٤٦٩، والقاموس المحيط: ١٦٠٣.
(٥) لسان العرب: ١/ ١٢٤، والمخصص ٥/ ٢٦١ وما بعدها.
(٦) رواه ابن جرير في تفسيره: ١/ ٨٢.
(٧) لسان العرب: ١٣/ ٤٦٨.
(٨) انظر في اشتقاق اسم الله تعالى والخلاف في ذلك: بدائع الفوائد: ١/ ٢٢.
(٩) رواه ابن جرير في تفسيره: ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>