للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال - صلى الله عليه وسلم - " اكتب، فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا حق" (١).

بناء على ما سبق فإن كتابة السنة النبوية كانت مشهورة ومعروفة منذ عهده - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان لكثير من الصحابة صحائف خاصة كتبوا فيها ما سمعوه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان لعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت وغيرهم - رضي الله عنه - كان جميعهم لهم صحف كتبوا فيها عددًا كبيرًا من الأحاديث، حتى إن الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - المتوفى سنة (٨٣ هـ) كان يملى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صحيفته على طلابه، وقد روت كتب السنة الأحاديث الواردة في صحف هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم -. إلا أن مرحلة التدوين الرسمي للسنة النبوية بدأت في عصر عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، حيث كتب إلى ولاته في الأمصار (٢): "انظروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبوه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله". فقد كتب إلى إمام أهل الحديث محمد بن شهاب الزهري، المتوفي سنة (١٤٢ هـ) يأمره بجمع السنة، فقد قال الزهري: "أمرنا عمر بن عبد العزبز بجمع السنة فكتبناها دفترًا دفترا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا" (٣) بعد ذلك انطلق العلماء في تأليف وتصنيف الكتب الجامعة لأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فكان أول من صنف في الحديث أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز المتوفى سنة (١٥٠ هـ) ثم معمر بن راشد المتوفى سنة


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٦٤١٩)، وأحمد ٢/ ١٦٢، أبو داود (٣٦٤٦)، والخطيب في تقييد العلم: ٨٠، والمزي في تهذيب الكمال ٧/ ٤٧٥.
(٢) أخرجه البخاري ١/ ٣٦، والخطيب في تقييد العلم: ١٠٥.
(٣) جامع بيان العلم وفضله: ١/ ٧٦.