للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونحن عندما نقول (علوم الحديث) نعني بذلك كمّا كبيرًا ضخمًا من المؤلفات والمواضيع، ملأ من المكتبة الإسلامية الكبيرة مساحات واسعة، وكان بفضل الله سبحانه من فوائد هذه الأمة ومزاياها القيمة.

وإذا أردنا بادئ ذي بدء تعريفًا شاملًا لعلوم الحديث، نجد أنفسنا مضطرة إلى إتباع طريقة العلماء في تقسيم تلك العلوم إلى قسمين أساسين هما: علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية.

وأقدم من ألَّف بعض المباحث في علم مصطلح الحديث إليه هو الرامهرمزي (١).

إذ العصر الأول لتدوين السنة النبوية إنما كان القرن الثالث الهجري (٢).

أما القرن الرابع فهو عقد التآليف الجامعة التي لا تزال حتى الآن مراجع لا يستغنى عنها (٣).

وفيما بين القرن السابع والقرن العاشر كان دور النضج والاكتمال وبلوغ الغاية القصوى والتمام.

وإذا أردنا من جانب آخر أن نستقصى جملة علوم الحديث الشريف نجدها كثيرة، وهي:

١. علوم رواة الحديث: وهو ما يتعلق بالتعريف بحال الراوي ومرتبته وتعريف كل مرتبة أو وصف ومتى تقبل روايته ومتى ترد، حيث لقبول الرواية شروط ولردها شروط.


(١) المتوفى سنة (٣٦٠ هـ)، واسم كتابه "المحدث الفاصل".
(٢) انظر: الإمام الزهري وأثره في السنة: ٢٩٣، وتدوين السنة النبوية: ٩٣.
(٣) انظر: تدوين السنة النبوية: ١٤٥.