أخى ما أخى شاتم أنا عِرضهُ ... ولا هو عن سوء المقالة مقصرُ
يقول إذا اشتدت عليه أمورهُ ... ألا ليت ميتًا بالضريبة ينشرُ
فدع عنك ميتًا قد مضى لسبيله ... وأقبل على الحى الذي هو أقفر
قال: فأقام أبان بن سعيد على ما كان عليه بمكة على دينِ الشرك حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديبية وبعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة، فتلقاه أبان بن سعيد أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف عثمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانتْ هدنة الحديبية. فأقبل خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص من أرض الحبشةِ في السفينتين، وكانا آخر من خرج منها ومع خالد وعمرو أهلهما وأولادهما فلما كانا بالشعيبةِ أرسلا إلى أخيهما أبانُ بن سعيد - وهو بمكة - رسولًا وكتبًا إليه يدعوا به إلى الله وحده وإلى الإسلام فأجابهما، وخرج في أثرهما حتى وافاهما بالمدينةِ مسلمًا، ثمَّ خرجوا جميعًا حتى قدموا على رسول الله بخيبر سنةَ سبع من الهجرة فلما صدر الناس من الحجّ سنةَ تسع بعث رسولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - أبانَ بن سعيد بن العاصُ إلى البحرينِ عاملًا عيها، فسأله أَبان أَن يحالفْ عبد القيس فأذنَ له في ذلكَ، وقال يا رسول الله اعهدْ إليّ عهدًا في صدقاتهم وجزيتهم وما تجروا به فأمرهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ يأخذ من المسلمينَ ربعَ العشرَ مما تجروا بهِ، ومن كل حالم من يهوديٍ أو نصراني أو مجوسي دينارًا: الذكر والأنثى. وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام، فإنْ أبو عرضَ عليهم الجزيةَ بأنْ لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم وكتب لهم صدقاتِ الإبلِ والغنم على فرضها وسنتها كتابًا منشورًا مختومًا في أسفلهِ.
سيأتي ذكره في مسند عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص.