وللحديث علة أخرى وهي عنعنة ابن جريج، وثالثة وهي الانقطاع فقد رواه يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عمن حدثه عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أذن ثنتي عشرة سنة دخل الجنة" أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ٣٠٦)، وقال: "رواه أبو صالح عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مثله، والأول أشبه". فهذا الإسناد له علتان: ١ - ضعف عبد اللَّه بن صالح ٢ - الانقطاع. وأخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٠)، والحاكم (١/ ٢٠٥) عن ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، لكن رواية العبادلة عنه أعدل الروايات، فيمكن القول بأن الحديث يتقوى بطريقيه ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره على أقل أحواله. (١) "المستدرك" (١/ ٢٠٥) وزاد: "على شرط البُخاري" ووافقه الذهبي. (٢) "العلل المتناهية" (١/ ٣٩٧). (٣) رماه بالكذب كلٌّ من: صالح بن محمد وأحمد بن صالح كما في "تهذيب التهذيب" (٥/ ٣٣٠). والحق أن عبد اللَّه بن صالح كان في نفسه صدوقًا لا يتعمد الكذب، إنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له، قال ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٤٠): "سمعت ابن خزيمة يقول: "كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد اللَّه بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد اللَّه بن صالح، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد اللَّه فيحدث به، فيتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره". (٤) حديث ضعيف: أخرجه الترمذي (٢٠٦)، وابن ماجه (٧٢٧) عن جابر عن عكرمة عن =