للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«مَعَ الْخالِفِينَ» (٨٣) الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد فى رحله، وهو من تخلفّ عن القوم.

ومنه أللهم اخلفني فى ولدي، «١» [ويقال فلان خالفة أهل بيته أي مخالفهم إذا كان لا خير فيه]

«أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ» (٨٦) أي ذوو الغنى والسّعة.

«رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ» (٨٧) يجوز أن يكون الخوالف هاهنا النساء، ولا يكادون يجمعون الرجال على تقدير فواعل، غير أنهم قد قالوا:

فارس، والجميع فوارس، وهالك فى قوم هوالك، «٢» قال ابن جذل الطّعان يرثى ربيعة.


(١) «مع الخالفين ... ولدي» : روى ابن حجر عنه فى فتح الباري ٨/ ٢٣٦.
(٢) «يجوز ... هوالك» : هذا الكلام فى البخاري بنقص وزيادة، وأشار إليه ابن حجر، ونقل كله وقال: وقد استدرك عليه ابن مالك شاهق وشواهق وناكس ونواكس وداجن ودواجن وهذه الثلاثة مع الإثنين جمع فاعل وهو شاذ والمشهور فى فواعل جمع فاعلة فإن كان فى صفة الرجال فالهاء للمبالغة يقال رجل خالفة لا خير فيه والأصل فى جمعه بالنون واستدرك بعض الشراح على الخمسة المتقدمة: كاهل وكواهل وجائح وجوائح غارب وغوارب وغاش وغواوش ولا يرد شىء منها لأن الأولين ليسا من صفة الآدميين والآخران جمع غارب وغاشية والهاء للمبالغة إن وصف بها المذكر وقد قال المبرد فى الكامل فى قول الفرزدق:
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأذقان.
احتاج الفرزدق لضرورة الشعر فاجرى نواكس على أصله ولا يكون مثل هذا أبدا إلا فى ضرورة ولا تجمع النحاة ما كان من فاعل نعتا على فواعل لئلا يلتبس بالمؤنث ولم يأت ذا إلا فى حرفين: فارس وفوارس وهالك وهوالك أما الأول فإنه لا يستعمل فى الفرد فأمن فيه اللبس وأما الثاني فلأنه جرى مجرى المثل يقولون: هالك فى الهوالك فاجروه على أصله لكثرة الاستعمال (فتح الباري ٨/ ٢٣٦) .